ستعرف عروس الشمال الأسبوع المقبل، أول نسخة لمهرجان «مراسلات من طنجة» الأدبي الدولي، في الفترة الممتدة بين 4 و7 أكتوبر المقبل، تحت شعار «من أجل أدب متجدد ومتنوع». المهرجان يفترض أن يعرف إلى جانب اللقاءات الأدبية والقراءات الشعرية، مزجا مميزا مع مختلف الأشكال الإبداعية الأخرى، من موسيقى وغناء وعروض سينمائية. اختيار مدينة طنجة لمهرجان مراسلات الأدبي، سببه هو ما عاشته طنجة، بتفوق عن بقية المدن، كحامل وعابر ومستقبل للمراسلات والتفاعلات بين اللغات والحضارات والأديان والأنماط الفنية، ما مكنها أن تكون نموذجية -حسب تصريح المنظمين- من استقبال مهرجان شبيه، ثم لتكريم أولئك العظام الأدباء والشعراء، الذين مروا منها واختفوا، إلى جانب استقبال والاحتفال بأولئك الذين لم يزالوا شبابا، يُسمعون أصواتهم الجديدة على صفحة البحر الأبيض المتوسط. المهرجان، سيستضيف خمسة وعشرين أديبا وشاعرا وفيلسوفا وموسيقيا ومترجما وكوميديا وسينمائيا، من المغرب واسبانيا ومصر وفرنسا وهولندا.. يُفترض أن تتفاعل أشكالهم الإبداعية مع بعضها البعض، بما يمتع ويُفيد المتابع الطنجاوي وغيره، خصوصا مع ترقب حضور أسماء كبيرة، جسديا، أو رمزيا بالنسبة لأولئك الذين قضوا. أهم الحاضرين -رمزيا-، هو الشاعر محمود درويش، عبر تفاعل الموسيقي الفرنسي رادولف بيرغر، الروائي الأمريكي جاك كراوك يستعيده برنارد كومونت، وإبن طنجة وفخرها محمد شكري، عبر قراءة ممسرحة لنصه الشهير الخبز الحافي. المهرجان ليس ملتقى للأرواح، بل ويحتفي أيضا بالأدباء الأحياء، إذ سيستضيف الأديب المصري، صاحب رواية طاكسي، خالد الخميسي، والروائي الإسباني، المقيم في مراكش خوان كويتسولو، والمغربي الشاب محمد حمودان.. مهرجان «مراسلات الأدبي» الذي يفترض فيه منظموه أنه من سلالة- أو حتى توأم مهرجان مراسلات مانوسك بفرنسا، محددا منذ دورته الأولى، نموذجا ناجحا «يحتفي بالمرشحين المحتملين لتحصيل الجوائز الأدبية، ويحتفي بهم ويُعرف الجمهور بهم وبإبداعهم، ما يدعمهم ويوفر للجمهور فرصة للإحتكاك بهم، دون الوقوع تحت اضطرابات نتائج تلك الجوائز» حسب ما أكدت الشاعرة كنزة الصفريوي. الأصل الفرنسي لمهرجان مراسلات يختتم دورته الرابعة عشرة، غدا الأحد، جامعا عدة أدباء شباب، وموفرا لمجموعة منهم إقامات أدبية، تنتج نصوصا -غالبا شعرية- في النهاية، بمدينة الجنوب الفرنسي. مدير الأصل الفرنسي أوليفيي شودونسون، أشار في كلمته الإفتتاحية لدورة هذه السنة (الرابعة عشرة من عمر المهرجان)، لترقبه للنسخة الطنجاوية، بعد تلك التي كانت في الجزائر قبل عشر سنوات، وأيستمان وكيبيك منذ 2003، مفترضا من النسخة المغربية أن تقوي التفاعل بين ضفتي المتوسط، ومحتفيا برمزية مدينة طنجة، التي طالما كانت مركزا للتفاعل بين اللغات المتداخلة، ومُبدعة لتاريخ أدبي مميز. للسينما (كما لبقية الأشكال الإبداعية) حضور في المهرجان، إذ سيكون الجمهور أمام فيلم المخرج الفقيد أحمد البوعناني، «ذاكرة»، وندوة إحياء لذكراه، وتقديم للطبعة الجديدة لروايته المستشفى، إلى جانب فيلم سنوات النفي لنبيل الحلو، الذي هو النسخة السينمائية لرواية ادريس الشريبي. وعن المدة المحدودة للمهرجان-أربعة أيام-، أكد عبد السلام القاديري، المكتبي وأحد مسؤولي التواصل بالمهرجان، أن المهرجان بمدته الزمنية القصيرة، يفترض» أن تكون فقراته مركزة وغنية، وتنتج تبادلات أفقية قوية بين الشرق والغرب، من أجل تطوير المفهوم الجديد، الذي يمزج بين الأدب وأشكال التعبير الفني الأخرى، مع أكبر قدر ممكن من الانفتاح». منظمو المهرجان ينوون أن تكون وتيرة المهرجان سنوية، أو على الأقل ذلك ما يتمنون، ويشاركهم في ذلك الأمل الداعمون الذين يتنوعون تبعا لرمزية المدينة وأهمية المهرجان، أهمها من الدول الثلاث، التي تداخلت وتساكنت في عروس الشمال؛ المغرب وفرنسا واسبانيا.