كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن موجة التسونامي التي ضربت دول جنوب شرق آسيا، وخاصة التايلاند، دفعت رواد السياحة الجنسية ليغيروا وجهتهم إلى المغرب، وخاصة مدينة مراكش. ورصدت الصحيفة الفرنسية الطريقة التي يتم بها رواج هذه التجارة في أحد أحياء عاصمة النخيل، حيث ذكر مراسل «لوموند» أنه يكفي المرور بأزقة الحي الفرنسي أو بجامع الفنا لمشاهدة مجموعة من الأطفال الذين يعرضون أنفسهم للباحثين عن اللذة، وبعد دعوة للغذاء أو العشاء من طرف الزبون الذي يكون في سيارته، حيث يوافق الطفل دون طرح أي سؤال مقابل عشرات أو مئات الدراهم. ولقد أثارت هذه الوضعية السلطات الأمنية المغربية ونشطاء المجتمع المدني، تقول الصحيفة، حتى أن جمعية «ما تقيش ولدي» نصبت نفسها طرفا مدنيا في قضية مدير أحد الفنادق الفخمة في المدينة الحمراء المتورط في قضية استدراج أطفال قاصرين لممارسة البغاء، والذي ضبطت لديه مصالح الأمن 32 شريط فيديو، أغلبها أشرطة جنسية، فضلا عن أزيد من 15 ألف صورة إباحية. ونقلت الصحيفة عن أحد المتتبعين نفيه بلوغ المغرب المستوى الذي تعرفه السياحة الجنسية في دول جنوب شرق آسيا، وقال: «مراكش لا تسعى لتكون نسخة من بانكوك، والسلطات هنا بدأت تعي بأنه لم يعد ممكنا توفير حماية مطلقة للأوربيين الذين يستغلون الأطفال». وصرحت نجاة أنور، رئيسة جمعية ماتقيش ولدي" ل "لوموند" بالقول: «أعتقد أن الأمور بدأت تتغير». وقال المستشار القانوني للجمعية، محمد الراشدي: «نحن لا نتوفر على الإمكانيات اللوجيستية، ففي بلد 60 بالمائة من اقتصاده يوجد بين يدي مقاولات فرنسية، لا يمكن أن نُسمع صوتنا». نفس الصعوبة يواجهها ضحايا ذلك الاستغلال الجنسي من الأطفال لإسماع صوتهم، فأسرهم تفضل أن تلتزم الصمت على أن يصبح أبناؤها منبوذين في المجتمع.