في 12 مارس 2011 تعرض المفاعل النووي الياباني "فوكوشيما" لتصدع كبير أدى إلى انطلاق كمية كبيرة من الجزيئات المُشعة: "سيلسيوم 137". و منذ ذلك التاريخ و الأسئلة تتهاطل حول عواقب هذا التلوث على المديين القريب و البعيد، و في هذا السياق جرت عدة دراسات، لا زال بعضها مستمرا حتى اليوم، كشفت إحداها عن نتائج قد تكون مُقلقة. فقد اختار الباحث الياباني "جوجي أوتاكي"،من جامعة "ريوكيوس"، نوعا من الفراشات الشائعة في اليابان موضوعا لبحثه لتقييم عواقب التلوث الإشعاعي على الحيوانات، لأن هذا النوع من الفراش حساس جدا للتغيرات البيئية، كما أنه سريع التوالد مما يسمح للعلماء بمتابعة تطوراته الجينية عبر الأجيال. و هكذا جمع الباحث 144 فراشة من هذا النوع (زيزيريا ماها) في عشرة مواقع محيطة بفوكوشيما بعضها بعيد بحوالي 200 كيلومتر عن موقع المفاعل، بعد شهرين على وقوع الحادث أي أنها تعرضت للإشعاع بكل تأكيد. و كانت السلطات اليابانية قد أخلت المنطقة المحيطة بفوكوشيما على مسافة 20 كيلومترا فقط، نقلت منها حوالي 80 ألف ساكن بعيدا عن موقع الحادث، علما أن الإشعاعات قد تجاوزت هذه المنطقة بكثير. و تبين للباحث الياباني أن 12,4 بالمائة من فراشات "زيزيريا ماها" قد تعرضت لتشوهات همت أجنحتها الداخلية و أعينها و قرناهل إضافة إلى تغير في لونها... و لكي يتحقق الباحث مما إذا كانت هذه التشوهات منقولة جينيا تم تلقيح هذا الفراش في مختبر "أوكيناوا" البعيد ب1750 كيلومترا عن فوكوشيما، فأظهرت النتائج أن 18,3 بالمائة من النسل الجديد مصاب بتشوهات مماثلة لآبائهم، كما تبين أن خصوبة ذكور الجيل الجديد من الفراش قد قلت فيما ازدادت نسبة التشوهات في الجيل اللاحق. و للتأكد من أن الإشعاع النووي فعلا هو المسؤول عن هذه التشوهات قام الباحث بتعريض فراش سليم لنفس النسبة من إشعاع "سيلسيوم 137" التي تعرض لها فراش "فوكوشيما" فكانت النتيحة أن نسبة التشوهات كانت مماثلة كما أن تأثيرها على الجيل الموالي كان مُماثلا. و تؤدي هذه التشوهات في الغالب إلى وفاة الفراش المصاب على المدى المتوسط. إلا أن الباحث يقلل مع ذلك من تأثير هذه الإشعاعات على الإنسان رغم أن تأثيرها يكون بطيئا جدا مقارنة مع هذا النوع من الفراش الحساس للتغيرات البيئية. عن موقع "ويكي سترايك" الإلكتروني