بعد ظهور فيلمي «مريم العذراء» و«يوسف الصديق» على يد المخرج الإيراني «مجيد مجيدي»، و رغم الانتقادات وأصابع الاتهام، بين المؤيدين و المعارضين لفترة العملين التلفزيونيين. لم يبال مجيدي حيث يستعد لإطلاق دراما من العيار الثقيل يجسد فيها شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، مما أثار غضب أغلبية المسلمين، ففيها يحاول إظهار شخصية الرسول تحت عنوان «محمد صلى الله عليه وسلم» ويستعرض فيها شريط حياته من الطفولة إلخ المهمات، مبرزا بعض الجوانب الخفية التي ساهمت في ظهور الرسول الكريم. وفقا لوكالة أبناء «فارس» الإيرانية فإن هذا العمل يعد الأول من نوعه يتكلم عن الرسول على المدار الفني للدولة الإسلامية، فقد تم تصويره في أكتوبر الماضي في كل من منطقة «كرمان» ومدينة «تنور» السينمائية وجنوب إيران، ومن المتوقع عرضه في بداية دجنبر المقبل. وفي تصريح للمخرج «مجيدي» أكد أن المغزى من قضية الفيلم هو الرد على الرسومات المسيئة عن المسلمين والرسول خاصة، وأن في فيلمه يتناول أسباب ظهوره صلى الله عليه وسلم في تلك الحقبة الزمنية، مع إبراز طبيعة المجتمع أنذاك، مقتديا بالقيم الروحية والأخلاق التي كان يتصف بها الرسول الكريم. وكالعادة انفجرت العديد من ردود الأفعال السلبية المعارضة لعرض العمل معتبرة إياه أنه يمس بالمقدسات والطقوس الإسلامية. والجدير بالذكر أن علماء الأزهر وشيوخه طالبوا بمنع عرض العمل، وفي زواية أخرى اعتبره المناهضون أنه جاء كردة فعل على ما يلحق المسلمين والرسول الكريم، خاصة من اتهامات الموجهة من طرف الغرب. وبخصوص المخرج «مجيدي» فهو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو إيراني، ولد في طهران 1959. ونشأ فيها، ويتنمي لأسرة من الطبقة المتوسطة، وفي الرابعة عشر من عمره كان من محبي المسرح، حيث درس في معهد للفنون المسرحية، بعد قيام الثورة الإسلامية سنة 1978 شارك في مجموعة من الأفلام بسبب اهتمامه بالسينما، تميزت جعبته الفنية بعدة أفلام منها «لون الجنة»، «رق الأطفال»،«باران»، «شجرة صفصاف»، «انفجار»، «البدر»... واختير المجيدي من بين خمسة مخرجين تمت دعوتهم من طرف الحكومة الصينية لعمل أفلام وثائقية قصيرة عن مدينة بكين. (*) صحافية متدربة