يُعد الهيليوم أحد العناصر الأكثر انتشارا في الكون ،بيد أنه نادر التواجد في كرتنا الأرضية، لأن كثافته ضعيفة و بالتالي فهو يفر بسرعة من الفضاء المحيط بالأرض. لذلك فإن الموجود بالأرض هو المنبثق عن بعض المعادن المشعة كما بالإمكان العثور عليه محتجزا بالقرب من بعض الغازات الأخرى في بعض الصخور، و هكذا يمكن استخلاصه من آبار الغاز الطبيعي التي قد يشكل 1 بالمائة من مكوناتها. يتم الحصول على الهيليوم في شكل غاز يجري تسييله فيما بعد في معامل متخصصة قبل أن يوجه للاستعمالات الخاصة به. و قد تزايد الطلب العالمي في الآونة الأخيرة على غاز الهيليوم دون أن يتم بناء معامل جديدة لتسييله و هو ما حوله إلى درة نادرة. و بفضل خصائصه الفريدة ،فإن الطلب عليه تزايد بشكل كبير خاصة في ميدان الصناعة الإلكترونية التي تستعمله كمجال حام للسيليكونات كما يتم استخدامه في مجال الفضاء في خزانات الوقود / و يتم استخدام الهيليوم السائل أيضا ? حيث تصل درجته إلى ناقص 269 درجة ? في المستشفيات إذ يتم الحفاظ على مغناطيس أجهزة ‹إي إر إم» في درجة حرارة منخفضة بفضل الهيليوم. و تعد الجزائر أول مزود للسوق العالمي بهذه المادة تليها قطر ثم روسيا و بولونيا، و هي كلها دول منتجة للغاز الطبيعي، و قد ظلت هذه الدول كلها غير آبهة بهذا المنتوج خاصة و أن الولاياتالمتحدة ?التي تملك منه احتياطات كبيرة- تعمدت تجميد سعره في مستويات غير مشجعة. و ينتظر مستعملو الهيليوم بلهفة افتتاح معمل تسييل لهذا الغاز في قطر في العام المقبل، حيث من المنتظر أن تصل قدرته الإنتاجية 8 آلاف لتر يوميا أي ضعفي أكبر معمل يوجد حاليا. و معلوم أن الهيليوم من الموارد غير المتجددة المهددة بالنضوب في يوم من الأيام. عن مجلة «لا روشيرش» الفرنسية سبتمبر 2012