أعلنت البوليساريو حالة الطوارئ بمخيمات تندوف، وأعطت الأوامر لقواتها باعتقال والتنكيل بكل من شارك أو يشارك في المس برموزها أو يعارض نهجها، وتلقت القيادات العسكرية خطابا صريحا من محمد عبد العزيز بأن المخيمات لم يعد مسموحا بها ممارسة أي نشاط سياسي معارض، وأن عهد التساهل وغض الطرف قد ولى، وعلى التشكيلات الأمنية أن تباشر تحركاتها للحد من استفحال الاعتصامات والاحتجاجات التي تضعف البوليساريو وتمس بصورتها لدى المنتظم الدولي، ومنح رئيس الجبهة كل الصلاحيات لقواته لاعتقال واختطاف أي معارض مهما كلف الثمن. فبعد اختطاف واعتقال الفنان الناجم علال لمدة يومين وتخييره بين الرحيل من المخيمات أو التصفية الجسدية، جاء الدور على مجموعة من أنصاره والمتضامنين معه ممن شاركوا في الاحتجاجات التي قام بها. فقد شهدت المخيمات ليلةأول أمس حملة مداهمات، شملت عددا كبيرا من الخيام للبحث عن أنصار الفنان الناجم علال الذين اختبأ بعضهم لدى أقاربه وذويه ممن يتمتعون بالحظوة والمكانة التي تمنع مداهمة مقرات إقامتهم، إلا أن الأمر لم ينفع في كثير من الأحيان حيث تمكنت قوات البوليساريو من اعتقال العشرات من الأشخاص واقتيادهم إلى أماكن مجهولة، ورغم الحظر السائد وحالة الطوارئ المفروضة إلا أن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف استطاع أن يتأكد من هوية ثلاثة أشخاص تم اعتراض وتحطيم السيارة التي كانت تقلهم من مكان خيمة اعتصام الفنان الناجم علال، وتعرضوا لاعتداء شنيع وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول ويتعلق الأمر بكل من: أحمد ولد أحمد الزين مالك السيارة، وخليهن ولد الناتو من قبيلة ايتوسى وعالي ولد محمد لمين ولد احمد (الملقب بكرينكو) من قبيلة سلام، وهم من الفنانين المناصرين للناجم علال والمدافعين عن طرحه، فيما لم ترد أي معطيات أو أنباء عن باقي الأشخاص باعتبار الحالة الأمنية والاستنفار الشديد الذي يضيق الحركة ويمنع من تبادل المعلومات بين أسر وذوي المعتقلين، وهو ما ينبئ أن قيادة البوليساريو تنوي مواصلة حملات المداهمة والاعتقال والحصيلة ستبقى مرشحة للارتفاع. وأمام الفوضى وحالة الذعر التي تعيشها الساكنة بالمخيمات، فإن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف يدق ناقوس الخطر، ويحذر من تداعيات الحصار الأمني الذي تفرضه قوات البوليساريو في هذه الأثناء، كما يناشد أحرار العالم وذوي الضمائر الحية أن يتدخلوا للكشف عن مصير المختطفين على خلفية آرائهم السياسية، وأن يعملوا على الحد من الاعتقالات والاختطافات في صفوف أصحاب الرأي المطالبين بالتغيير في المخيمات والمدافعين عن حقوق المستضعفين، والمتطلعين إلى العيش في غد أفضل يكفل الحرية والأمان لكل الصحراويين. كما يوجه نداء إلى المنظمات الإنسانية والهيئات الحقوقية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف الذين يعيشون حالة من الخوف والذعر ،وعدم الاستقرار نتيجة الأساليب القمعية والاختطافات البوليسية التي تعتمدها البوليساريو في حقهم، كما يطالب بمحاسبة مؤسسة كينيدي الحقوقية على مساهمتها في إعطاء الضوء الأخضر للبوليساريو التي استمدت الجرأة من تقريرها المؤدى عنه للتنكيل بالصحراويين.