وسط ضبابية أحيطت بقائمة المدعوين والمعتذرين، عقد الرئيس محمد مرسي أول أمس لقاء هو الأول من نوعه مع عدد من الفنانين من مختلف الاجيال العمرية، بحضور وزير الإعلام والثقافة وبمشاركة عدد من المبدعين والمثقفين، وذلك في أعقاب الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الفنانون وخصوصا الإساءة التي تعرضت لها الفنانة الهام شاهين والدعوى القضائية ضد الفنان عادل إمام. وحضر اللقاء كل من مديحة يسري، عادل إمام، محمد منير، محمود ياسين، محمد صبحي، سهير البابلي، صابرين، نجلاء فتحي، شريف منير، مصطفى شعبان، إيمان البحر درويش، اشرف عبد الغفور، اشرف عبد الباقي، احمد عيد، محمد رياض، سامح الصريطي، ليلى طاهر، عايدة عبد العزيز، إضافة الى عدد من المثقفين، وممثل نقابة الموسيقيين، والمخرج السينمائي خالد يوسف الذي تحدث عن المطالبة بالإفراج عن المعتقلين وضباط 8 أبريل وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور الجديد. وعلمت «إيلاف» أن قائمة المعتذرين شملت كلا من يحيي الفخراني بسبب سفره إلى الخارج، منى زكي، وفاتن حمامة التي بررت اعتذارها بظروف صحية، وسهير المرشدي، وسميرة أحمد التي أعلنت رفضها حضور اللقاء ودعت الفنانين لمقاطعته بسبب عدم اتخاذ موقف واضح من الرئيس حول القضية. واستهل الرئيس اللقاء بكلمة قصيرة أكد فيها أن النظام السياسي الموجود في مصر حاليا هو نظام مدني وليس نظاما دينيا أو عسكريا داعيا الفنانين إلى تقدير المهمة الملقاة على عاتقهم في تقديم أعمال فنية جيدة ترصد واقع المجتمع المصري، مؤكدا أن من واجبه كرئيس عدم تهميش أي مؤسسة أو جهة، وأن يكون للسينما دور في بناء المجتمع. وقال مرسي إن الدعوة وجهت بالفعل إلى الفنانة إلهام شاهين وهو ما رد عليه المخرج جلال الشرقاوي بالتأكيد على أنها لم تتلقَ دعوة، فأشار الرئيس إلى أنه سيجري اتصالاً هاتفيا بها لأنه يرفض الإساءة التي تعرضت لها. وسأل الفنان عادل إمام الرئيس عن جدية الأخوان في تسليم السلطة وتداولها بعد انتهاء مدة مرسي الرئاسية، وهو ما رد عليه الرئيس بالتأكيد على أن الانتخابات المقبلة ستكون أكثر نزاهة من سابقتها، وأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء رافضا فكرة أخونة أجهزة الدولة في التغييرات الأخيرة التي جرت، وأكد أن اختيارات رؤساء تحرير الصحف ومجالس إدارتها وأعضاء المجلس الأعلى للصحافة تمت وفقًا للمعايير المهنية. ولم يتحدث عدد كبير من الفنانين إلى الرئيس واكتفوا بالجلوس مستمعين إلى ما يقال، من بينهم الفنان محمد منير وسهير البابلي، بينما هاجم عدد من الإسلاميين المتشددين الرئيس مرسي بسبب هذا اللقاء عبر صفحة رئاسة الجمهورية على «فيسبوك» منتقدين كونه إسلاميا ويلتقي الفنانين. وعلى الرغم من حضور نقيب الموسيقيين المنتخب إيمان البحر درويش، حضر أيضًا وكيل ثاني النقابة باعتباره ممثلاً عن النقابة بعد إيقاف درويش وإحالته إلى التأديب بسبب مخالفات مالية. وقال الفنان اشرف عبد الباقي ل«إيلاف» إن اللقاء حمل العديد من الرسائل الإيجابية للفنانين، حيث بث الرئيس الطمأنينة في قلوبهم حول مستقبل حرية الإبداع، وكذلك رفضه أي محاولات إساءة، مشيرا إلى أنه شعر بالإطمئنان بعد هذا اللقاء ولم يعد لديه القلق الذي كان يشعر به في السابق. وقال الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في تصريحات صحفية له بعد اللقاء أن مؤسسة الرئاسة لا تتدخل على الإطلاق في حرية الإبداع، وأن كل من يتعرض للاعتداء على حريته عليه اللجوء إلى القضاء الذي لا تتدخل فيه السلطة التنفيذية، مؤكدا أن مؤسسة الرئاسة لا تنحاز لفئة من المجتمع ضد فئة أخرى لأن ذلك يعد خروجا على القانون. وقال ردا على سؤال حول موقف الدكتور محمد مرسي من الجدل الدائر في المجتمع حول التراشق بالألفاظ بين إحدى الفنانات وأحد الشيوخ وعما إذا كان الدكتور مرسي قد طمأن الفنانين خلال لقائه معهم اليوم حول حرية الإبداع في مصر مع وصول التيار الإسلامي للحكم، عندما يتضرر كاتب أو مبدع من الاعتداء على حريته فعليه اللجوء إلى القضاء.