بالرغم من أن امحمد الخليفة القيادي بحزب الاستقلال لم يعلن بكل وضوح وصراحة أنه يقدم نفسه كمرشح للأمانة العامة لحزب الاستقلال، لكن تشخيصه للوضع الحزبي وما آلت اليه الأوضاع داخل الحزب، جراء الصراع المحتدم ما بين عبد الحميد شباط وعبد الواحد الفاسي، وتحديد أسباب الأزمة التي يعرفها الحزب واقتراح الحلول لها عبر بيان موجه للاستقلاليين، كل هذا يؤكد على أن الخليفة قد دخل الممر الرسمي للسباق من أجل التنافس على الأمانة العامة لحزب الاستقلال. ففي مستهل عرضه قال الخليفة في ندوة صحفية عقدها أمس بأحد الفنادق بالرباط، «دعوني أعبر لكم تعبيرا واضحا وصريحا لا تعتريه لغة الخشب، عكس ما نشر وقيل في الصحافة الوطنية، سواء من هذا الطرف أو الآخر، أريد أن أقول أنني ليست الحل الثالث ولست الحل البديل، ولست الحل المعجزة.» وأردف الخليفة الذي كان يبكي أوضاع حزب الاستقلال والأزمة التي وصل إليها قائلا: «سوف لن أدخل في صراع أو أية معركة من أجل أن أكون الأمين العام للحزب، لأن الأمر يتعدى أن يكون مجرد صراع ما بين مرشحين، بل الأمر يتعلق بأزمة عميقة ألمت بالحزب». ووصف الخليفة الصراع الدائر ما بين حميد شباط وعبد الواحد الفاسي حول الأمانة العامة للحزب، بالشجرة التي تخفي الغابة، مبررا ذلك بأن حزب الاستقلال مستهدف دون أن يذكر بالواضح الجهة التي تستهدف الحزب، لكنه لمح لذلك بقوله إن هناك أشخاصا لم يسبق لهم أن عرفوا المقر المركزي للحزب إلا بعد أن استوزروا، مؤكدا أن هؤلاء ليسوا باستقلاليين. وأبرز الخليفة أن هذه المبادرة التي اتخذها من أجل توجيه نداء لمناضلي ومناضلات حزب الاستقلال الذي عنونه ب»لنضع مصلحة الحزب فوق كل اعتبار»، كان لازما أن يقوم بها، وهي ليست تفكيرا معزولا حيث جلس في بيته يتأمل أوضاع الحزب، وإنما جاءت يقول الخليفة» بعد أن جبت عددا من المدن المغربية والاتصال بعدد من الفعاليات والمناضلين الحزبيين، وأعضاء من مجلس الرئاسة فوجدت الكل يبكي دما على ما آلت إليه أوضاع الحزب والأزمة التي يتخبط فيها.» واعتبر الخليفة في ندائه الموجه للاستقلاليين، والذي وزعه على ممثلي الصحافة الوطنية، أن الأزمة التي يعيشها الحزب أزمة خانقة تتعدى كل ما تعرض له من محاولات التصفية والتقزيم والتدجين والتقسيم عبر تاريخه المجيد، لأن الأزمة اليوم تنبعث من داخل صفوف الحزب، أزمة عميقة تتجاوز معضلة الأمانة العامة التي أشعلت حربا قذرة، بأساليب دنيئة ومدانة في صفوف الحزب، الى مصير الحزب نفسه بكل قيمه ومبادئه ومناضليه وتاريخه. ودعا الخليفة كل أعضاء الحزب لتحمل المسؤولية من أجل إنقاذ الحزب، مؤكدا أن الجميع يتحمل المسؤولية في كل ما آلت إليه أوضاع الحزب من انتهاك للقانون، وخرق للضوابط التنظيمية، قائلا «كلنا مسؤولون عن تقديس الشخص والولاء له والتصويت عليه لينفرد بالحوار والتفاوض منذ 1998، ومسؤولون عما وقع في مؤتمر الحزب، ومسؤولون عن المسارات التي اتخذتها معركة الأمانة العامة ما بين حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، وكلنا مسؤولون عن قبولنا أن يصبح الحزب حاضنة لأشخاص لا علاقة لهم بالحزب أبدا من أجل الاستوزار فقط.» وقدم الخليفة من خلال هذا النداء، مقترحات من أجل الخروج من الأزمة التي يتخبط فيها الحزب، بل الأكثر من ذلك فقد صرح أنه يتوفر على أكثر من عشرين اقتراحا من أجل تصحيح هذه الأوضاع بعد انتخاب الأمين العام للحزب. وحين أراد أن ينهي عرضه أمام الصحافة الوطنية، انتابت امحمد الخليفة القيادي بحزب الاستقلال، غصة في الحلق حيث كاد يبكي جراء الوضعية والمأساة التي يعيشها حزب الاستقلال اليوم، والتي أسهب في شرح أسبابها التنظيمية والقانونية.