تستعد مدينة ابي الجعد هذه ما بين 5 و 9 شتنبر الحالي، لإحياء ما يسمى بموسمها الثقافي والروحي والتنموي حسب التسميات التي يحملها كل سنة، وتنتظر رواد الموسم ككل سنة فرجا من السماء يعفيها من مضارب الخيام المتناثرة بشكل فوضوي، وفرجا يقي ابنائها من ازدحام المرور وحوادث السير المميتة ومن انفجار مخزون البارود ومن تكاثر النفايات والأوساخ ومن ارتفاع ايقاع استهلاك الماحيا والقرقوبي ومن تحويل المتنفس الغابوي الوحيد لسكان المدينة الى مراحيض متنقلة او بيوت مقنعة للدعارة. اما سكان ابي الجعد، فاغلبهم يمكث بمنازلهم تجنبا لاحتكاك الاجساد البشرية ولكل مظاهر التعنيف الجسدي ولصخب موسيقى الراي وبعض فرق عبيدات الرمى في ظروف مناخية قياسية حراريا مع غزو كبير لكل انواع الذباب والباعوض ومختلف الحشرات... مسؤولونا يكرمون مؤسس المدينة بإيقاعات الجدبة والماحيا واستيراد المادحين والمنشدين الى مدينة عرفت ولا تزال بإنتاجها الغزير للنخب الدينية والفكرية والعلمية والسياسية، سكان ابي الجعد ظلوا يلتمسون من المسؤولين عن مدينته موسما : تغيب فيه موائد المشوي والكسكس بالدجاج البلدي وتحضر فيه البرامج التنموية والسجال الفكري والفن الراقي والملتزم بدل شيخات وفرق كولو العام زين.. موسم يحضر فيه الأمن بمفهوم المواطنة وتغيب فيه مظاهر الرعونة والتعربيدة والقتل والضرب والدم.. موسم يناقش علاقة الروحي بالتنموي في اتجاه المستقبل، لا موسما يكرس الماضوية بصيغة الحاضر ويحاول حصر الماضي المشرق للزاوية الشرقاوية في مثل هذه المواسم المبتذلة.. موسم لا يستفيد منه تجار المدينة لان الوافدين على التبوريدة يحضرون مهم سلعهم الغذائية بكل انواعها الى جانب مقاهيهم المتحركة في الوقت الذي يرابط فيه تجار المدينة صامتين في دكاكنهم.. سكان ابي الجعد ينتظرون مداخلات علمية لأبناء المدينة مؤرخيها ومفكريها من أمثال الدكاترة كمال عبد اللطيف حبيب المالكي احمد بوكاري الشرقاوي ومن الانتربولوجي الامريكان دايل ايكلمان والى ندوات اذاعية كما كان ينشطها المبدع سعيد كوبريت والمرحوم الدكتور عمر مديحي بدل اجترار مقولات لا هي بالعلمية ولا هي بالدينية ولا هي بالتنموية على هامش موائد الموشوي وبسطيلة.. ابي الجعد تريد استرجاع بريقها الفني كما كانت تفعل في المواسم السابقة خلال التسعينيات من القرن الماضي وبداية عشرية القرن الحالي خلال استقبالها لعدة مجموعات ورموز فنية وإبداعية مثل ناس الغيوان ولمشاهب ومسناوة وتكادة والحسين بنياز والطيب الصديقي وثريا جبران وداوود أولاد السيد.. بذلك حدا بدل الرعونة وثقافة التضبيع... هذا هو الموسم الذي يريده حفدة عمر بن الخطاب وقبائل المنطقة، لا موسما للجريمة وغياب الامن والثلوث البيئي وصخب وضجيع ايقاعات الراي وفرق الغناء المنبوذة وتغييب علماء ومفكري المدينة والإنزال القوي للأجنبي عن المدينة في الصفوف الامامية بعد تهميش السكان المحليين، ولا يجب ان يفهم من ذلك أننا ضد زوار الموسم فهم ضيوفنا وأصهارنا وحلفاؤنا ، ولكن نريد أن تتكون لديهم فكرة حقيقية عن تاريخ وعطاء ابناء العاصمة الروحية لجهة الشاوية ورديغة لا ان نغلق الازقة والدروب في وجههم وأمامهم بدعوى مرور الوفد الرسمي والوزير الفلاني. وتضيف الرسالة والموجهة للوزير أن شركات الحليب تدفع للتعاونيات والجمعيات ثمن 3 دراهم عن اللتر الواحد حين كان العلف لايتعدى درهمين، لكن ثمن العلف تضاعف وبقي ثمن الحليب المدفوع من طرف الشركات بدون زيادة مما جعل مربوا الأبقار الحلوب غير قادرين على مجاراة هذه الوضعية فانعكس ذلك على تردي أوضاعهم المالية مما أدى إلى عجز بعض التعاونيات عن تسديد ديون القرض الفلاحي والناتج عن جلبهم لأبقار مستورة. وقد أرجع أحد المشاركين في هذا اللقاء أن الإقصاء والتهميش والتجاهل لهذه المعاناة سببه انخراط الحكومة في المشاريع الكبرى للمخطط الأخضر أدى إلى إغفال للاهتمام بوضعية الفلاحين الصغار مضيفا أن مايجب التأكيد عليه أن البقر الحلوب أصبح يشكل المصدر الرئيسي لدخل الفلاح وعن طريقه يوفر حاجيات أسرته . المشاركون في اللقاء انتقدوا عدم الترخيص للفلاحين بحفر الآبار خاصة بإقليمبرشيد حيث يصل عدد الطلبات حاليا إلى 160 طلبا، ويتم المنع بمبرر ضعف الفرشة المائية. وذكروا بايجابيات التوفر على آبار لكونه سيمكن من التوجه نحو الزراعات العلفية التي قد تساعد الفلاح للحصول على جزء من حاجياته، كما ستمكن الدولة من الاستغناء الجزئي على استيراد مواد العلف واذخار العملة الصعبة. كما طالب اللقاء الاستفادة من مياه السدود خاصة المتواجد في إقليم الشاوية ورديغة، وإعفاء المواد العلفية من إخضاعها للضريبة على القيمة المضافة، وبالسهر على تطبيق دفتر التحملات بالنسبة للأشخاص المستفيدين من الأراضي المسترجعة. وطالبوا كذلك بتوفير الأمن للضيعات الفلاحية للحد من ظاهرة سرقات الأبقار التي بدأت تتصاعد وبترقيم الأبقار لتشديد المراقبة عليها حين دخولها للأسواق والمجازر. المشاركون اعتبروا أن أهم نتيجة توصل إليها اللقاء هو الاتفاق حول خلق اتحاد للتعاونيات والجمعيات بالجهات المشاركة في أشغال هذا الجمع لدراسة ومناقشة مشروع إحداث وحدة صناعية لصناعة الحليب ومشتقاته، وتشكلت لجنة للسهر على هذه الغاية وكذا للاستمرار في فتح قنوات الاتصال مع وزارة الفلاحة والصيد البحري ومع شركات الحليب بهدف الاستجابة لتخفيض أثمنة مواد العلف