افتعلت بعض قيادات العدالة والتنمية نقاشا حول حضور الوزراء بعض مراسيم البيعة وحفل الولاء الذي عاشته المملكة يوم أول أمس الثلاثاء . وتسابقت ، أحيانا بأسمائها الحقيقية وأحيانا بالأسماء غير المذكورة، على إعطاء بعد غير موجود أصلا في «مشاركة وزراء العدالة والتنمية في هذا الحفل. وإذا كانت الساحة تعرف نقاشا، لا يطرح لأول مرة على الساحة الوطنية حول البروتوكول الملكي وحول بعض مظاهره، ويكفي للتدليل على ذلك ما طرحناه على صفحات هذه الجريدة منذ سنوات كمواضيع للنقاش، شاركت فيها قيادات وطنية مهمة وبارزة ولها تاريخ حقيقي وليس مفتعلا في النضال الديموقراطي.، فإن الذي لا يفهمه الرأي العام هو هذا الإصرار المبقع على حشر وزراء العدالة والتنمية في هكذا مناسبة، علما بأن حضورهم لا يتجاوز الحضور الظرفي، أو الضيافة. فهل كانوا يتوقعون أن تخفيف البروتوكول هذه السنة سيصل الى درجة يمكنهم الادعاء معها أنهم من كان وراء إلغائه، كما تعودنا على ذلك، أم هي رسالة تأتي بعد الاعتذار إياه من طرف رئيس الحكومة ورئيس الحزب. تريد أن توحي بأن هناك« تصعيدا» في الموقف إزاء البروتوكول الملكي ، يرد على « الانحناء» في الاعتذار؟ أم هو فقط الجهل بمن يحضر ومن يلزمه الحفل فعلا بأداء مراسيم البيعة؟ هذه أسئلة ما كان لها أن تكون لو القيادة الحزبية لحكومتنا الحالية اكتفت بالحد الأدنى من المعرفة ومن الموضوعية في مثل هذه القضية، وعدم الخلط بين انحناءة مراسيمية، وبين الركوع الذي لا يكون إلا لله وحده لا شريك له. لأن له القدسية وحده، وقد كان محمد السادس أول من قال ذلك وأول من نزع القدسية عن شخص الملك ، قبل عرض الدستور الجديد للتصويت. لا أحد يمنع المغاربة من المناقشة أو من تأويل الدستور، وعلى ضوئه كل ما يرتبط بالمؤسسة المركزية في البلاد، وهو نقاش ما كان له أن يكون في كل فضاءات الحياة العامة من جرائد وندوات ومقالات وتظاهرات، لولا التغيرات الكبيرة التي تعرفها البلاد والتحولات التي نعيشها وتفرضها تطورات الوضع الداخلي، بناء على دينامية «سيادية» تعني المغاربة ويقودها المغاربة ويناقشها المغاربة كلهم بلا استعلاء ولا ماجستير في الأبهة والتعالي!