في إطار أجرأة توجهات استراتيجية مخطط المغرب الأخضر، عملت وزارة الفلاحة والتنمية القروية على خلق عدة مدارس حقلية في عدد من جهات المغرب، هذه المدارس التي تعتمد على طرق تقنية جديدة في التكوين حيث تتم في الحقول بإحدى الضيعات لأحد الفلاحين وحضور عدد من الفلاحين تحت إشراف وتأطير احد الخبراء الفلاحيين. وفي يوم الثلاثاء الماضي أعطى عزيز أخنوش وزير الفلاحة والتنمية القروية انطلاق التكوين بإحدى هذه المدارس الحقلية بجماعة الشراط ببوزنيقةإقليم بن سليمان، هذه المدرسة الحقلية التي تم فتحها في وجه 15 فلاحا يلتقون كل 15 يوما من اجل الاطلاع على تقنيات حديثة وعصرية في مجال زراعة الكروم، وتجويد وتحسين إنتاج العنب الذي تمتاز به المنطقة. وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أوضح أخنوش أن «إنشاء هذه المدارس الحقلية نتوخى منه تقريب الإرشاد الفلاحي من الفلاحين، حيث تمت المصادقة مؤخرا على قانون الإرشاد الفلاحي والذي تدعو إرشاداته إلى فتح ضيعات الخواص ليلج إليها الفلاحون المجاورون لتلقي تكوينات في عين المكان من أحل تحسين الجودة والمردودية في الإنتاج، فهذا التكوين جد المسؤول نتوفر اليوم منه على 12 حقلا على الصعيد الوطني وفي السنة المقبلة سيصبح لدينا 20 حقلا، وتعتبر هذه المدرسة الحقلية من بين المدارس المهمة في إقليم ابن سليمان». ومن جهته اعتبر أحمد الزايدي رئيس جماعة الشراط ورئيس جمعية رواد منتجي العنب التي تنظم موسم العنب ببوزنيقة، أن «هذه المبادرة جاءت من خلال اقتراحات الأيام الدراسية التي نظمت بمناسبة موسم العنب والذي سينظم هذه السنة في شهر شتنبر، ونريد قبل بداية حلول هذا الموسم أن تخرج المشاريع التي تم الاتفاق فيها مع وزارة الفلاحة والتنمية القروية في اطار من الشراكة، إلى الوجود.، ومن بين هذه المشاريع، هناك مشروعان كبيران، الأول المدارس الحقلية فهو مشروع وطني ودافعنا أن تكون هذه التجربة ببوزنيقة بجماعة الشراط حتى نتمكن من تنمية وتطوير زراعة وانتاج الكروم. اما المشروع الثاني يقول الزايدي، فيتعلق بإنقاذ بعض الأصناف وأنواع الكروم التي تتميز بها المنطقة والتي أصبحت في طريقها للانقراض، فوزارة الفلاحة اختارت أن تقوم بهذه التجربة هنا على مساحة 500 هكتار على أساس أن تصل في القريب العاجل إلى 1500 هكتار، حيث ستتكفل الوزارة بالا غراس وبالمعالجة التقنية لمدة سنتين وفي ما بعد يتكفل الفلاح بالباقي عندما يقترب الإنتاج بهذه الضيعة. ويذكر أن جماعة الشراط ومنطقة بوزنيقة التي عرفت إعطاء الانطلاق بالتكوين بهذه المدرسة الحقلية، تمتاز بزراعة الكروم بالأساس وبعض أنواع الخضر، نظرا لوفرة المياه والتربة التي تستجيب لبعض المعطيات التقنية والنباتية، لذلك يشكل المدخول من 70 إلى 80 في المائة من المساهمة في اقتصاد المنطقة، وحرصت جماعة الشراط على مواكبة وتنمية هذه الزراعة بالعمل على انجاز عدد من المشاريع والطرق والمسالك القروية، حيث تصل كذلك نسبة الكهربة والتجهيز المائي لنسبة 99 في المائة، بالإضافة إلى انجاز التجهيزات الأساسية والمرافق الاجتماعية والمدارس والداخلية ... لمحاربة الهجرة القروية ولتثبيت الفلاحين في حقولهم. وحضر إعطاء الانطلاق بالتكوين بهذه المدرسة الحقلية لجماعة الشراط كل من عامل إقليم بنسليمان والمديران المركزيان لوزارة الفلاحة والتنمية القروية وبعض المديرين بوكالة التنمية للفلاحة.