بعد غياب دام عدة سنوات تعود فرقة «مسرح الحي » إلى الواجهة المسرحية الوطنية من جديد من خلال إبداعها الجديد «باب الوزير» الذي يخضع حاليا للروتشات الأخيرة على مستوى نصه الذي كتبه منير باهي ويخرجه الفنان والمخرج ادريس الروخ ليكون متناغما مع المستجدات السياسية والاجتماعية والمالية التي يمر منها المغرب و العالم .. وأيضا جاهزا في الأيام القليلة المقبلة للتداريب ومن ثمة العرض في الأسابيع التالية من قبل نخبة من الوجو ه المسرحية المعروفة في شخص حسن فولان، المهدي فولان، جواد السايح ، ابراهيم خاي، فدوى الطالب، الزبير عميمي وأحمد الشركي وسينوغرافية مصطفى الطاهري وموسيقى بوحسين فولان رفقة المجموعة الغنائية مازاغان.. العودة المسرحية الجديدة للفرقة تطرح للمتتبعين والمهتمين بالشأن المسرحي الوطن أكثر من سؤال حوال طبيعة العمل المسرحي الجديد في غياب أسماء فنية «ثقيلة»، مؤسسة للمجموعة المسرحية وأعطت لها وزنها الكبير داخل المشهد المسرحي الوطني بعدما وقعت على أعمال مسرحية كوميدية جيدة وهادفة لقيت إقبالا جماهيريا واسعا سواء في القاعات المسرحية أو أثناء عرضها تلفزيونيا، ويكفي نذكر في هذا السياق مسرحيات «حسي مسي» ، شرح ملح»، «حب تبن» وغيرها .. تساؤلات يجيب عنها الفنان، ورئيس فرقة «مسرح الحي» حسن فولان في لقاء مع «الاتحاد الاشتراكي» ، أن العمل الجديد « يدخل في إطار استمرارية «مسرح الحي»، بتركيبة جديدة وطريقة جديدة وتفاصيل جديدة .. باعتبار أن المسرح لا يقتصر على الوجوه وإنما يستهدف العمل وقيمته الذي يتوجه إلى الجمهور بالدرجة الأولى.. »، ويستدل بذلك بمثل فريق رياضي كون اللاعيبن يتغيرون والنهج التكتيكي يتغير.. لكن الكرة تبقى هي الكرة ، في إشارة إلى أن المسرح يبقى دائما هو المسرح.. ومن هنا، يضيف الفنان حسن فولان، يعتمد «مسرح الحي» في عمله الجديد «باب الوزير» على مخرج جديد وهو الفنان ادريس الروخ الذي «سيعطي هذا العمل قوة إضافية..» وعلى طاقات مسرحية جديدة شابة ستشكل مفاجأة كبيرة للجمهور المغربي بطاقاتها وقدراتها الفنية - التشخيصية العالية.. وأوضح فولان، حول موقف «الحرس القديم» لمجموعة «مسرح الحي» وخاصة عبد الإله عاجل، محمد الخياري، وعبد الخالق فهيد ... بخصوص هذا العمل أوضح أنه موقفا كان مباركا ومثمنا، من طرف جميع العناصر السابقة التي أبدت نوعا من التعاطف والدعم والمساندة بمن فيها الفنان عبد الإله عاجل الذي يخوض تجربة جديدة في «مسرح الكاف» . «باب الوزير» حسب ورقة تقنية ، هي مسرحية كوميدية اجتماعية ذات أبعاد إنسانية وسياسية ترصد التحولات العميقة التي يعرفها المجتمع المغربي، وتحاول إعادة إنتاج الأسئلة التي تفرضها هذه المرحلة التي تجتازها البلاد. «ليست غايتها الإضحاك وإن امتلأت بمواقف ضاحكة، بل الغاية منها هو تقديم عرض فني يرقى بفكر المتفرج دون أن يتعالى إلى النخبوية، ويصل إلى كافة أطياف الجمهور دون أن يسقط في التهريج»، وذلك من خلال حكاية ثلاثة عميان يتواجدون في قلب إحدى الوزارات في انتظار اللقاء بالوزير بناء على رسالة يدعي كل منهم بأنه توصل بها من الوزارة تطلب منه القدوم إلى لقاء الوزير لتحقيق مطالبه، إذ يصر كل واحد من الثلاثة أن اسمه هو «شعيبة المخصوص» الوارد اسمه في الرسالة والمعني بهذا اللقاء. الأمر الذي يضطر بسببه الشاوش والسكرتيرة إلى التحقيق معهم لمعرفة من هو «شعيبة المخصوص» الحقيقي الذي من حقه نيل اهتمام الوزير به، ومن هما النصابان اللذان يستحقان الطرد، ليخلصا في النهاية إلى أن الثلاثة ومن رافقوهم بعد سماع أقوالهم كلهم «شعيبة المخصوص» الذي ينبغي للوزير أن يهتم به، لأن «شعيبة المخصوص» حالة اجتماعية وليس مجرد اسم شخصي وعائلي.