أكد الفنان حسن فولان، رئيس فرقة «مسرح الحي» عودة المجموعة المسرحية بكامل أعضائها للساحة الفنية، لضخ دماء جديدة في النشاط المسرحي للفرقة وللمسرح المغربي عموما، وبالتالي تقديم عمل إبداعي إضافي بعد توقف دام 12 سنة، وبعد استفسارات الغياب من قبل المتتبعين والمهتمين والجمهور الذين تابعوا كل أعمال فرقة «مسرح الحي» الناجحة، ك«العقل والسبورة»، «حسي مسي»، «شرح ملح»، «حب وتبن»، «عين باين»، و«دار سيدي العربي». استئناف النشاط المسرحي للفرقة، يقول فلان، أتى من خلال عزم جديد لكل أعضاء الفرقة في العودة، وكذا اشتياقهم للخشبة، وبالأخص الرباعي الذي سجل حضورا قويا في المسرحية الناجحة «حسي مسي»: عبد الإله عاجل، محمد الخياري، نور الدين بكر وحسن فولان، ومن خلال الاتصالات بين الإخوة المذكورين، تم التواصل من جديد.. بعقد عدة اجتماعات حول العودة بقوة واختيار العمل المناسب وتأكيد قوة المجموعة التي برزت خلال سنوات على خشبات المسارح الوطنية التي عرفت تراجعا وركودا في السنوات القليلة الماضية. في هذا الصدد تم الاتصال بالمؤلف المسرحي سعد الله عبد المجيد صاحب «زهرة بنت البرنوصي»، قصد التشاور معه في اختيار العمل المناسب للمسيرة الجديدة الفرقة، حيث تم الاتفاق على اقتباس عمل عالمي، يكون بمواصفات مغربية، ويحتوي على المشاكل التي يتخبط فيها المواطن المغربي.. وقد وقع الاختيار على مسرحية للكاتب العالمي بيرتولد بريخت «القروش الثلاثة». وبعد مناقشة بين سعد الله عبد المجيد مقتبس العمل المسرحي وعبد الإله عاجل كمخرج، تم الاتفاق على إعطاء عنوان النص والمسرحية ب «شوف وحن» والتي ستعرض في فصلين عبر ساعتين من الزمن، بمشاركة عدة وجوه مسرحية معروفة تم الاتصال بها، ويبقى الاختيار في توزيع الأدوار للمخرج، ومن بين الممثلين - عبد الإله عاجل، محمد الخياري، نورالدين بكر، حسن فولان، إلى جانب وجوه فنية أخرى مارست في الميدان لسنوات، رفقة فرقة «مسرح الحي». كما تم توزيع المهام على الرباعي وأنيطت مهمة الإدارة الفنية لعبد الإله عاجل، فيما تحمل مسؤولية الإدارة التقنية الفنان نور الدين بكر، أما محمد الخياري فقد أنيطت به مسؤولية الإدارة المالية، ولتمنح مهمة الإدارة والتواصل والعلاقات العامة لحسن فولان. وبخصوص النص المسرحي «شوف وحن» فقد ارتأت المجموعة أن تتطرق لموضوع التسول، الذي ما فتئ ينتشر في بلادنا كمرض عضال، خاصة أن من شيم الانسان المغربي الاحتفاظ الكرامة والشرف والحفاظ على ماء الوجه، وعزة النفس والرضى بالرغم من الفقر والبؤس، وذلك عبر حكاية رئيس عصابة الملقب ببوكتانة الذي أصبح من العارفين بخبايا ما يجري في ميدان الاتجار والاغتناء بالطريقة السهلة تحت غطاء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويعتمد الديكور على شوارع المدينة في الفصل الأول، أما الفصل الثاني فهناك ديكور لمقر الجمعية. ،هذا بالإضافة إلى أن هناك مجموعة من العناصر ستتكلف بالمحافظة العامة، وهي نفس الوجوه التي عملت ب«مسرح الحي» من خلال الأعمال السابقة. أما المؤثرات الصوتية فقد أنيطت مهمتها للمهدي فولان والممثل طارق البخاري. وقد دخلت مجموعة مسرح الحي في أولى حصص التداريب على خشبة مسرح المركب الثقافي مولاي رشيد بعد زوال أمس الاثنين، ومدتها (التداريب) تصل إلى ستين يوما، على أن تشرع الفرقة في تقديم العروض بداية من منتصف شهر مارس 2011 القادم. أما عن جانب الانتاج والغلاف المالي الذي يستوجب توفيره لإنجاز العمل، فليس هناك أي دعم، ماعدا المساعدات من طرف أصدقاء «مسرح الحي» من بينهم بعض المستشهرين الذين سبق وأن تعاملت معهم الفرقة خلال السنوات الماضية.