أطلقت شبكة إذاعات «راديو بلوس» برنامجا وثائقيا جديدا عن أسرى حرب الوحدة الترابية للمملكة، يبث من الاثنين إلى الخميس عبر المحطات الأربع للشبكة بالدار البيضاء، أكادير، مراكش وفاس. البرنامج، الذي يحمل اسم «شهادات من الأسر» ويعده ويقدمه الصحفي كريم دهبي، ينقل شهادات حية وحكايات تذاع لأول مرة لألفين وأربعمائة جندي من أسرى القضية الوطنية في حرب الصحراء والذين ذاقوا مرارة الاعتقال في مخيمات البوليساريو. شهادات من الأسر، الذي يندرج في إطار الإنتاجات الوثائقية الجديدة لشبكة «راديو بلوس» يهدف حسب كريم دهبي إلى التعريف بحقيقة الصراع المفتعل بالأراضي المغربية الصحراوية، ومعاناة المحتجزين المغاربة من أبناء الصحراء بمخيمات تندوف وهو ما ستحمله شهادات الأسرى الذين قضوا سنوات طويلة تراوحت بين خمسة عشر وستة وعشرين سنة من الأسر. هذا إلى جانب الرغبة في إعادة الاعتبار لجنود أبطال أفنوا زهرة شبابهم بسجون البوليساريو في سبيل الوحدة الترابية للملكة. برنامج شهادات من الأسر يعود لبدايات الملف والتي كانت متزامنة مع حدث المسيرة الخضراء التي بفضلها استرجع المغرب أراضيه الصحراوية في السادس من نونبر سنة خمسة وسبعين تسعمائة وألف، حدث ستنطلق على إثره فصول حرب طويلة الأمد، واجه فيها الجيش المغربي أطراف متعددة كانت لها أطماع في أرضه جبهة البوليساريو والجزائر بالإضافة لدول أخرى عديدة دخلت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في النزاع بينها ليبيا التي قدمت حسب شهادات الأسرى الأسلحة والعتاد والمال للمرتزقة، سوريا، كوبا ودول أخرى سيأتي ذكرها على لسان الأسرى. اعتماد البوليساريو بدعم من الجزائر حرب العصابات جعل الجيش المغربي يواجه عدوا يتحرك على بقعة جغرافية واسعة وهو ما أسقط العديد من الجنود المغاربة في الأسر فكانت سجون تيندوف هي مصير المئات من الأسرى المغاربة، تندوف التي ارتبطت بمخيمات البوليساريو مخيمات الذل والعار في الغرب الجزائري.. ومع الأسرى وطيلة حلقاته ينتقل البرنامج مع المستمعين في جغرافية تندوف ويرحل في الزمان مع تفاصيل السنوات الطويلة التي قضاها الأسرى سجناء، لكن في سجون غير عادية، سجون خارج كل الأعراف الدولية، أذاقت فيها البوليساريو والجزائر هؤلاء الأبطال المغاربة كل صنوف التعذيب حتى أستشهد العديد منهم بالأسر دون أن ينجح أعداء الوحدة الترابية في تحقيق أمانيهم وتركيعهم، لأن السجناء هنا وراءهم قضية عادلة. سنة 1976، سيتم أسر أول جندي مغربي بمعركة السمارة، وهو النقيب الطاهري الطاهر وسيتوالى بعد ذلك أسر الجنود المغاربة مع توالي المواجهات إلى حدود ليلة إعلان وقف إطلاق النار سنة 1991 حين أسر آخر جندي مغربي وهو الطيار القبطان اليوسفي. ليبلغ عدد الأسرى ألفين وأربعمائة أسير مغربي. بينما أقرب نقطة من تندوف اسر فيها جنود مغاربة كانت هي منطقة المحبس في الرابع عشر من شتنبر سنة 1979، فيما كلتة زمور ستبقى شاهدة على سقوط أكبر عدد من الأسرى وصل لمائتين وأربعة وأربعين أسيرا. وقبل ذلك و في معركة أمغالا الأولى ضفر المغاربة بعتاد ومؤن كثيرة وأسروا أزيد من مائة جندي جزائري.