لبى عشرات التلاميذ من الجنسين زوال يوم الاثنين الأخير دعوة «اتحاد الطلبة من اجل تغيير المنظومة التربوية» وحجوا بكثافة تستدعي الوقوف وقراءتها قراءة متأنية، والتي تفيد بان ضررا كبيرا يعانيه تلامذة المغرب من نظام تعليمي يطالبون بان يفتح بشأنه حوار وطني، قصد إصلاح المنظومة التربوية ككل، وذلك إلى ساحة محمد الخامس «المعروفة بساحة «لحمام» بوسط العاصمة الاقتصادية قبالة مقر ولاية الجهة، رافعين لافتات ويافطات جسدت مطالبهم وعبرت عن استنكارهم للمعدلات التي أصبحت لاتغني ولاتؤهل لولوج مدارس عليا من اجل إتمام تكوينهم، كما نددوا بعملية تضخيم النقاط ببعض مؤسسات القطاع الخاص والتي تمنح لبعض التلاميذ الأمر الذي يؤدي إلى ضرب مبدأ تكافؤ الفرص ويعادل ما بين مجد مجتهد، وما بين متخاذل غير مكترث، يجد نفسه ه الآخر في نهاية المطاف بمعدل لايختلف شيئا عمن سهر الليالي طلبا للتحصيل الدراسي. شعارات مطلبية شرع في ترديدها بدءا من الرابعة زوالا، في حين تم «تشييع» المنظومة التعليمية من خلال نعش تم حمله والطواف به بساحة الاحتجاج، هذا في الوقت التي رفعت يافطات تتحدث عن كون الحصول على معدل 16 لايؤهل لولوج مؤسسات بعينها ككلية الطب، وطب الأسنان و «لينا» و «انسا» ...، منتقدين نظام العتبة المطبق من أجل اجتياز امتحان المدارس العليا بالمغرب والذي اعتبروه مبالغا فيه. وفي هذا السياق أكد عدنان حاكيمي عضو مؤسس للاتحاد على أن «الوقفة تنظم من أجل لفت الانتباه إلى الحالة المزرية للنظام التعليمي بجميع مستوياته، ابتدائي، وإعدادي، وثانوي، وجامعي، وإلى العراقيل التي تقف في وجه التلاميذ المتفوقين في الباكالوريا، الذين يجدون نفسهم خارج المعاهد والمدارس العليا للطب والمهندسين، نتيجة سياسة العتبة المجحفة، رغم الجهود التي يبدلونها، طيلة مسارهم الدراسي»، وأضاف عدنان بان «تلاميذ التعليم العمومي يعانون من الحيف وعدم الإنصاف، مقارنة بمن يتابعون دراستهم بالقطاع الخاص، حيث تقوم بعض المؤسسات التعليمية ب»النفخ في نقاط المراقبة المستمرة، الأمر الذي يحرم آخرين من ولوج المعاهد والمدارس العيا ويضرب مبدأ تكافؤ الفرص». من جهتها سكينة بوزيان عضوة مؤسسة هي الأخرى للاتحاد وإحدى المشاركات في وقفة البيضاء، أكدت على أن «التلاميذ المحتجين يتوخون من وراء هذه الخطوة، التي ستتلوها أشكال احتجاجية أخرى، فتح نقاش وطني حول التعليم العمومي والخاص، وإعادة النظر في سياسة إصلاح التعليم « مشددة على أن «الهدف من الاحتجاج لايقف عند العتبة والدفاع عن مجانية التعليم فقط، بل هناك تطلع وسعي من أجل إصلاح جذري للمنظومة التعليمية». الوقفة التي دامت أكثر من ساعتين من الزمن، عبّر خلالها المحتجون عن رفضهم القاطع لكل مساس بمبدأ مجانية التعليم الجامعي بالمغرب، مشددين على أنه يمكن فرض ضرائب علي الأغنياء في أصول الثروات التي يملكون، عوض استهداف التلاميذ المنتمين إلى شرائح اجتماعية مختلفة، داعين إلى انقاذ المنظومة التربوية المغربية التي توجد على حافة الانهيار.