عاين وزير الصحة الحسين الوردي الثلاثاء الماضي عن قرب فضاء المستشفى الرئوي لمدينة ابن احمد المغلق بقرار من وزارة الصحة، واطلع على الوضعية الصحية بالمدينة التي تعرف العديد من المشاكل والاختلالات، وذلك في زيارة مفاجئة للمدينة . موضوع الوضع الصحي المتدهور الذي تعرفه المدينة سبق أن كان أهم ما تم طرحه من قضايا مؤرقة اجتماعيا خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته ولاية الجهة مع أعضاء المجلس البلدي وهو اللقاء الذي أشار خلاله ممثل حزب الاتحاد الاشتراكي «بوزيان المصطفى» إلى أهم مشاكل الوضع الصحي، الذي عرف تراجعا ملموسا على مستوى البنيات والخدمات والأطر والوسائل الطبية، ويأتي في مقدمة التراجعات إغلاق المستشفى الرئوي الذي يصنف من أكبر المستشفيات المتخصصة في أمراض السل والجهاز التنفسي بافريقيا، وهو القرار الذي اتخذته الوزارة المعنية وبررته بمبررات غير مقنعة بدعوى تناقص نسبة المصابين بداء السل بالمغرب وهو ما يناقض الإحصائيات التي تنجزها منظمة الصحة العالمية التي تؤكد على استمرار تصاعد وثيرة هذا المرض الخطير، فالاجهاز على مستشفى مهم بجرة قلم من طرف الاجهزة المركزية يضرب في العمق النظام اللامركزي واللاتمركز و استقلالية التدبير المحلي للمسؤول المحلي الذي لايستشار لا من بعيد ولا قريب في مثل هذه القرارات وهو الأدرى والأقرب للمشاكل المحلية ولحلولها، كما يشكل هذا الإغلاق مسا بخصوصية محلية كانت تشكل نقطة قوة لعاصمة امزاب ووسيلة جذب ترابي لأن ذكر مدينة ابن احمد ظل مقرونا بذكر مستشفى داء السل المتواجد على ربوة محاطة بأشجار منتقاة بعناية توفر مناخا نقيا يكون مساعدا على علاج سريع للامراض التنفسية، وهو عامل مساعد على التنمية المحلية وخلق رواج اقتصادي باثاره الايجابية. وقد أثارت جريدة الاتحاد الاشتراكي هذا الموضوع في العديد من المناسبات، كما أثارها برلمانيون يمثلون الاقليم عن طريق أسئلة كتابية وأخرى شفوية، خلال عقد من الزمن. نتمنى أن تسفر زيارة السيد الوزير المفاجئة على اعادة فتح المستشفى المعلمة الاستشفائية لتستأنف خدماتها، ومعالجة كل الاختلالات التي يعرفها الوضع الصحي المتردي بتوفير كل الاجهزة الطبية التي يحتاجها مستشفى المنطقة المحلي وخاصة أجهزة الفحص بالصدى وجهاز الاشعة واجهزة التحاليل الطبية، وقاعة الانعاش وما تتطلبه من أجهزة وطاقم طبي متخصص في الانعاش بالاضافة إلى أطباء وممرضين وتقنيين ذوي تخصصات في أمراض السكري والقلب والشرايين والعظام والمفاصل والتحاليل الطبية وغيرها.