لعل «الكاميرا الخفية» التي تقدم حلقاتها كل من القناتين الأولى والثانية ستشكل فتحا في سماء هذا الفن الكوميدي، ويمكنها، دون مغالاة، أن تكون مثالا «إبداعيا» يحتذى به بالنسبة للقنوات التي لها تجربة طويلة في هذا الميدان في جل بقاع العالم، ذلك أن كاميرتنا الخفية تعتمد على سيناريوهات «محبوكة» مسبقا وعلى وجوه تعرف بعضها البعض دون أن يكونوا محط استغفال واستبلاد. إن المتتبع لحلقات الكاميرا الخفية لا يمكن أن يخرج إلا باستنتاج واحد ووحيد، وهو أن هذه الكاميرا ليست خفية، والدليل، طبيعة الحبكة التي تؤطر هذه الحلقات التي تدور في «حلقة مفرغة» ولا يمكنها إضحاك المشاهد المغربي. فهناك أكثر من مصدر يؤكد أن هذه الكاميرا الخفية، ليست كذلك، فهي مجرد احتيال بالصوت والصورة على المشاهد المغربي، وهو ما سبق أن أكده ادريس الإدريسي، المسؤول السابق في إدارة الانتاج بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزيون وتداولته وسائل إعلام على نطاق واسع دون تحريك مساطر البحث و التحقيق في طريقة الموافقة على الصفقات، وهل هناك طلب عروض وتوضيح الامور للرأي العام. فانطلاقا من الحلقتين اللتين «استضافتا» الفنانين «طاهور» و«الزبادي»، استنتج المشاهد، دون شك، أن أصحاب «الكاميرا الخفية» كانوا على «علم» بالمسار الذي سيتخذه الفنانان، وبكل تأكيد، الأول عندما تم من قبل شخصية يشاهدها كل المغاربة في إشهار لعصير برتقال، يقول لحسن أو سوء الصدف في نهايته «المغاربة عاقو»، هذا الحديث عن الوصلة الاشهارية التي قدمها طاهور «اسم القاعة، السفراء، وممول الحفلات»، الذي يجب أن تنتبه إليه «الهاكا». الأمر ذاته بالنسبة لجميع الحلقات، ل«جار ومجرور» فمنها ما يتشابه مع حلقة من سلسلة«ما شاف مارا»، مثل ما وقع مع الممثل طارق بخاري، وأيضا الطريقة التي شارك بها عدد من الفنانين، المغني الصنهاجي، والفنانة نجاة الوافي والممثل فهيد. والفنان الوالي الذي «أسقطته حسب أخيه روحانيته»، إذ بينه التقديم أنه من الذين يثقون ويؤمنون بالمشعوذين والدجالين، والأمر نفسه بالنسبة ل«صورة مقلوبة» على القناة الأولى من خلال ردود فعل الفنانين وطريقة حديثهم «التشخيصية» التي لا تتناسب وطريقتهم في حياتهم اليومية.