قام المجلس الوطني لحقوق الإنسان في إطار برنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال الأرشيف والتاريخ والذاكرة، بإعادة نشر مجموعة من ستة أفلام متخيلة استوحت المرحلة الأكثر راهنية والأكثر اضطرابا في تاريخ المغرب، وذلك تكريما واحتفاء بمبدعيها ومساهماتهم في المسار التصالحي الذي أطلقه المغرب في العشرية الأخيرة لقراءة تاريخه. ويستهدف برنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال الأرشيف والتاريخ والذاكرة، حسب كتيب أصدره المجلس تحت عنوان «الرواية الخيالية وقضايا الزمن الراهن، ستة أفلام مغربية» أنتجت بين سنة 2000 و2004، بشكل عام، تعزيز مسار إرساء الديمقراطية وإعمال حقوق الإنسان، وتيسير تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بحفظ الأرشيف والبحث التاريخي ونشر وتعميم المعارف حول تاريخ الزمن الراهن بالمغرب وحفظ الذاكرة، بشكل خاص. وموازاة مع جهوده لتعويض الضحايا على المستوى الفردي وجبر الأضرار على المستوى الجماعي، ينخرط المجلس الوطني لحقوق الإنسان في برنامج المواكبة، الذي يموله الاتحاد الأوروبي بقيمة 8 ملايين أورو، رغبة منه في تفعيل إحداث مؤسسة «أرشيف المغرب» ، وتشجيع البحث العلمي في مجال تاريخ المغرب المستقل، والحاجة لحفظ ذاكرة المرحلة التي شملها عمل هيئة الإنصاف والمصالحة. وفي كلمة تقديمية لهذا الكتيب أوضح رئيس المجلس إدريس اليزمي، أن الهدف من إعادة نشر هذه الأفلام التخييلية يتمثل في تكريم مبدعيها الذين ساهموا بموهبتهم في المسار الطويل الذي أطلقه المغرب في العشرية الأخيرة لقراءة تاريخه بمقاربات منفتحة ومتعددة، والذي تجسد بأشكال مختلفة، مشيرا إلى أن المخرجين المغاربة كانوا سباقين للمساهمة في هذا المسار، حيث أن أول فيلم أنتج سنة 2000. وذكر اليزمي أنه في الوقت الذي يتم فيه تقديم هذه المجموعة من الأفلام، انطلقت أولى عمليات الجرد للأرشيف المغربي العمومي والخصوصي، كما أطلقت دراسة تهم وضعية البحث في تاريخ الزمن الراهن، كما تم إحداث سلك الماستر في تاريخ الزمن الراهن (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط-أكدال) ، وانطلقت أشغال بناء مركز الدراسات والأبحاث في تاريخ الزمن الراهن الذي سيفتح أبوابه في شتنبر المقبل. وأشار إلى الندوات التي انعقدت في كل من الحسيمة (يوليوز 2011) والداخلة (دجنبر 2011) وورززات (يوليوز 2012)، والتي شارك فيها ما يقارب مئة باحث مغربي وأجنبي، ومكنت من خلق دينامية تستهدف إحداث متحف جهوي للتاريخ. وفي إطار برنامج جبر الضرر، يضيف رئيس المجلس، تم تمويل العديد من المشاريع الجمعوية المرتبطة بالذاكرة لتمكن بدورها الفاعلين الاجتماعيين من المساهمة، كل بطريقته، في مسار القراءة المتعددة لتاريخ المغرب. وتتضمن أنشطة البرنامج في ما يتعلق بالأرشيف تنظيم أرشيف المجلس الوطني لحقوق الإنسان وهيأة الإنصاف والمصالحة ودعم مؤسسة أرشيف المغرب ومدرسة علوم الإعلام، في حين تهم هذه الأنشطة في مجال التاريخ دعم سلك ماستر تاريخ الزمن الراهن وإحداث دكتوراه في تاريخ الزمن الراهن ودعم إحداث مركز الدراسات والأبحاث في تاريخ الزمن الراهن. وفي ما يخص مجال الذاكرة تهم هذه الأنشطة دعم إنشاء متحف الريف ومتحف الواحات والمتحف الوطني، إضافة إلى إصدارات حول الذاكرة والتاريخ، فضلا عن بعض الأنشطة المتمثلة في دعم البحث في مجالات الأرشيف وتاريخ الزمن الراهن والذاكرة والتواصل والمتابعة والتقييم. أما الأفلام الستة التي ستتم إعادة نشرها فهي فيلم «جوهرة بنت الحبس» للمخرج سعد الشرايبي و«درب مولاي الشريف» لحسن بنجلون و«ذاكرة معتقلة» لجيلالي فرحاتي و«منى صابر» لعبد الحي العراقي و «علي، ربيعة والآخرون...» لأحمد بولان و«طيف نزار» لكمال كمال.