دعا وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هوبير فيدرين، المغرب إلى تنويع شركائه في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها الاتحاد الاوربي، والتوجه خصوصا نحو دول إفريقيا وبلدان الخليج العربي لما تشكله من أفق اقتصادي للملكة، وقلل فيدرين في المقابل من شأن ما تمثله المبادلات المغاربية البينية حاليا، معتبرا أنها غير ذات قيمة إلا أنه توقع أن يشكل نجاح التجارب الديمقراطية بعد موجة الربيع العربي، متنفسا مشتركا جديدا لاقتصاديات المنطقة. وأكد الدبلوماسي الفرنسي الأسبق، خلال مناظرة حول تطورات الاقتصاد الوطني في سياق التحولات الدولية نظمت بالدار البيضاء عشية أول أمس، أن المغرب مدعو إلى خلق شراكات جهوية وجلب مزيد من الاستثمارات الخارجية، بالاعتماد على موقعه الاستراتيجي المتميز. من جهته أكد وزير الاقتصاد والمالية نزار بركة أن النموذج الاقتصادي الذي يعتمده المغرب مدعو في ظل التحولات التي تشهدها الاسواق الدولية، الى دعم الطلب الداخلي وجعل المغرب قاعدة للاستثمار، والنهوض بالتنمية الاجتماعية بالتركيز على الجهوية والحكامة الجيدة. ولم يخف بركة مجموعة من التحديات التي تقف أمام الاقتصاد الوطني، وعلى رأسها الحفاظ على سيادته واستقلاليته الاقتصادية من خلال الحفاظ على التوازنات الماكرواقتصادية، وتخفيض العجز المالي مستقبلا إلى 3 في المائة مع تقوية الأمن الغذائي والمراهنة على الطاقات المتجددة للتقليص من كلفة حاجياته الطاقية. كما شدد على ضرورة تقوية النسيج الصناعي للمغرب، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة عبر تيسير ولوجها للتمويل الكافي، وتخصيصها ب 20 في المائة من الصفقات العمومية والبحث عن أسواق جديدة خصوصا في القارة الإفريقية. أما مريم بنصالح رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فشددت بدورها على ضرورة مواصلة تحسين مناخ الأعمال «ووضع استراتيجية حقيقية لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، عبر اعتماد جملة من الإجراءات الجبائية ورفع مستوى الشفافية داخل النسيج الاقتصادي، وتكوين الكفاءات الضرورية لسوق الشغل، عبر التوجه نحو رفع جودة التكوين والتعليم، وملاءمة هذا التكوين وسوق العمل، زيادة على مواصلة سياسة تطوير البنى التحتية، وتقليص ثقل القطاع غير المهيكل داخل الاقتصاد الوطني لضمان فعالية أكبر لأداء مقاولاتنا، والاستجابة للطلب المعبر عنه عبر الارتكاز على قوة المغرب والمتمثلة في تنوع اقتصاده، والذي أصبح مرتكزا إلى جانب الفلاحة على القطاعين الصناعي والخدماتي». ودعا محمد الكتاني ، رئيس مجموعة التجاري وفا بنك، المستثمرين ورجال الأعمال الذين حضروا بشكل كثيف إلى هذا المنتدى الاقتصادي الثاني الذي تنظمه المجموعة، دعاهم إلى التوجه نحو القارة الافريقية لما تمثله من آفاق جد واعدة للنمو . واعتبر الكتاني أن إفريقيا تمثل خزانا للفرص الاقتصادية التي ستنمو في المستقبل، حيث ستمثل في أفق 2050 سوقا استهلاكية تضم 2.5 مليار مستهلك مقابل مليار مستهلك حاليا ، كما أن وتيرة التعمير والتحضر بها ستصل إلى 50 في المائة لتشمل 62 في المائة من ساكنتها بالإضافة إلى أن ناتجها الاجمالي الخام سيصل إلى 20 ألف مليار دولار مقابل 2700 مليار دولار حاليا. وأخير قام أليكساندر أدلر المؤرخ والخبير في القضايا الاقتصادية والجيوستراتيجية بوضع مقارنة بين مختلف الطرقات التي تم سلكها لحد الآن لبلوغ التقدم الاقتصادي وبين مقاربات التنمية شمال-جنوب وجنوب? جنوب، وقدم خلال ذلك أكثر من دليل على صواب التوجهات الاستراتيجية للمغرب.