قدمت القناة الثانية أول أيام رمضان حلقة جديدة من «مختفون»، وذلك خلال فترة البث التلفزيوني لما بعد أذان المغرب. غير أن هذه الحلقة من هذا البرنامج الاجتماعي تحولت من عمل صحفي إعلامي يروم البحث عن المتغيبين وتقديم خدمة عمومية لعموم المشاهدين إلى مادة إعلامية انحرفت بها المقاربة لتسقط في الابتدال. فقد تابع المشاهد المغربي رشيد العلالي، بطل الكاميرا الخفية «تكبر وتنسى»، التي حطمت رقميا قياسيا في نسب المشاهدة الموسم الماضي، لم تعرفها الساحة التلفزيونية من قبل، تابعه المشاهد وهو يجسد بذات «الحركات» و«اللباس» و«الاكسسوار» دور شخصية الزوج الذي عثر على زوجته بذات الشكل الذي تابعاه في «كاميراه الخفية السابقة» لكن هذه المرة لوحده دون «نسيم» يلطف الأجواء و«شعيبية» او «شعبية» يمنحه إياه الجمهور لوحده يستنجد بممثلة من سلسلة جارة. وإذا كان من نافل القول أن مضمون الرسالة قد يظهر من ظرفها، ودرءا لكل سوء فهم كون أن ثمة تحاملا على هذا المنتوج الفكاهي، الذي لا يوجد له مكان ضمن شبكة البرامج التي عممت على وسائل الإعلام، ولن شهد لها نسبة مشاهدة ضمن لائحة احسن البرامج في تقرير ماروك ميتري كونها لا تتجاوز الدقيقة، ومن غير استباق الاحداث، نستند اليوم إلى صفحات الفايسبوك التي كانت فيها عبارة «حامضة» التعبير الوحيد عن مستوى الأداء، لقول أن هذا الابداع غير «رشيد» سواء في شقه التقني أو الفني شكلا ومضمونا. إن الفكرة بقدر ما هي بسيطة تحولت إلى فكرة فيها «البسالة»، إذ لا تتوفر على أي شرط من شروط «الباروديا»، ومقوماتها بمعنى محاكاة البرنامج الأصلي وهو «مختفون» ولا يتضمن رسالة تفيد المشاهد يود المنشط توجيهها للمشاهد في قالب فكاهي.. نقف عند هذا الحد لقد كان الأداء بسيطا عاديا حاولت بوطازوت الرفع من مستواه، كما في الحلقة الثانية التي استلهمت فيه دورها من «ديما جيرا»، وهي التي لم تحسب تبعات مشاركتها في في كبسولات من هذا النوع، أما التصوير فهو عبارة «بلان سيكانس»، لقطة مسترسلة تغني صاحبها عن المونتاج والمصاريف الاضافية وتوفر له ولشركته بعض المال. إن هذا الانتاج يقدمه العلالي باعتباره عنصرا خارجيا عن القناة حيث يُناولها هذا المنتوج في حين انه موظف لديها، فهل سمحت القناة للعلالي بالعمل مع جهة خارجية؟، وهل من حق أي موظف خلق شركة للانتاج أن يظل موظفا لدى ذات القناة ويناولها أعمالا؟ سؤال يجب التفصيل فيه مستقبلا. يبدو أن القناة التي تتبنى هذا المنشط التلفزيوني الموسمي، الذي اهتدى إلى المناولة بعد تبين له ان السوق التلفزيونية مثمرة وذات مردودية مادية كبيرة، سبق وأن صورت رفقته مجموعة من الحلقات عبارة عن كبسولات، انجزت هامش الدورة الأخيرة من مهرجان الضحك بمراكش اعتبره «تصورا متكاملا»، غير انها الغيت النظر لقيمتها البسيطة جدا، جدا.