قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إن «الشعب المغربي شعب حيوي وواع، ومتابع للحياة السياسية، وكنت حريصا على زيارة هذا البلد منذ التسعينيات لكن الفرصة لم تكن متاحة، واليوم لدى زيارتي وجدت أن هذا البلد يتوفر على شعب حيوي، وقوى سياسية حيوية عكس ما نلاحظه في بلدان أخرى.» وأضاف خالد مشعل في زيارة لمقر الاتحاد الاشتراكي أمس بالرباط، تم خلاله استقباله من قبل عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للحزب، مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية للحزب، أضاف أنه في زيارته للمغرب هذه حرص على اللقاء بأهم القوى السياسية المغربية من أجل التأكيد على موضوعين، أولهما المصالحة الفلسطينية، ثم المقاومة الفلسطينية. وبخصوص المصالحة الفلسطينية، شدد مشعل على أن حركة حماس مقتنعة تمام الاقتناع بأنه لا وحدة للصف الفلسطيني ولا مواجهة للعدو الصهيوني بدون مصالحة، ووضع حد للانقسام الفلسطيني، مشددا في السياق ذاته على «أن خيار المصالحة قرارنا الواضح في حركة حماس، لكن هناك معيقات خارجية وداخلية». وأوضح مشعل الذي كان مرفوقا بأبو عامر وأبو العز أعضاء بحركة حماس، أن «فلسطين ليس لديها استقرار واستقلال اقتصادي، بحكم أن ميزانيتها تأتي من الدول المانحة وتعيش على المساعدات الدولية وهذا له تأثير على وضعنا الفلسطيني، حيث إذا ما غضب منا الغرب، يلجأ لقطع المساعدات المادية، وكذلك هناك العديد من القضايا التي تحتاج دائما للضوء الأخضر الخارجي. وفي ظل هذه الواقع يصبح الوضع الفلسطيني جد معقد، لذلك لابد من أن نذهب جميعا للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني». وعاتب مشعل النظام السابق في مصر على الدور غير المجدي في إقرار مصالحة فلسطينية، وفي المقابل عبر عن أمله في المستقبل من النظام الحالي الذي يمكن أن يلعب دورا أساسيا في خلق المصالحة الفلسطينية المنشودة، حيث قال «سامح الله الإخوان في مصر لم يكن الإشراف على المصالحة لديهم موفقا، أما اليوم فأمامنا فرصة أكثر للمصالحة». وحدد مشعل في ذات اللقاء أن إحدى قواعد المصالحة من الناحية الداخلية هي أن تكون لفلسطين حكومة واحدة وموحدة، مهمتها الاستعداد للانتخابات الفلسطينية، مبرزا أن الوضع في الضفة الغربية يعتبر أحد المعيقات الأساسية لإجراء انتخابات في ظل الاحتلال والاعتقالات والمضايقات والتعسفات الإسرائيلية والحد من الحركة. والملاحظ أن حركة حماس تراهن على الرئاسة الجديدة في مصر كثيرا في موضوع المصالحة الفلسطينية، حيث كشف مشعل أنه قدم لمصر تقريرا عما يجري بفلسطين، قائلا «اذهبوا إلى الضفة وغزة فنحن كحركة حماس نقبل بكم كحكم». وفي آخر اللقاء أعلن مشعل أنه توافق مع عباس أبو مازن على تشكيل حكومة لتحضير الانتخابات الفلسطينية، كاشفا أن عباس اشترط أن يكون لتونس وتركيا دور في المصالحة الفلسطينية، في الوقت الذي تقترح فيه حماس لجنة مصرية فيها تمثيلية عربية لهذا الغرض. وكان عبد الواحد الراضي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأعضاء من المكتب السياسي يوم الجمعة الماضي بالرباط استقبلوا وفدا عن حركة فتح الفلسطينية التي ضمت كلا من أحمد عزام رئيس كتلة فتح البرلمانية والدكتور زياد عليوش عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إضافة الى السفير الفلسطيني أحمد صبح وممثل حركة فتح واصف منصور. وأكد الراضي خلال اللقاءين على أهمية القضية الفلسطينية لدى الاتحاد الاشتراكي والشعب المغربي كقضية عربية وقومية في مرتبة قضاياه الوطنية، مشددا على أن الحزب كان ولا يزال يؤكد دوما للإخوة الفلسطينيين على استقلالية القرار الفلسطيني، ثم المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني.