تم إطلاق مشروع مؤسسة «محمد شكري» الثقافية، ضمن الملتقى السادس لتخليد أدب محمد شكري الذي شغل الناس بعصاميته، حتى صار أحد أشهر الأدباء الذين أغنوا المكتبة العالمية برواياتهم، حيث اقترن اسمه برواية «الخبز الحافي» التي أثير حولها الكثير من الجدل. وبعد عشر سنوات على رحيله، ارتأى منظمو مهرجان «ثويزا» التوقيع على اتفاقية إطار بين مندوبية وزارة الثقافة والمجلس الجماعي لطنجة، لتفعيل مشروع مؤسسة «محمد شكري» وإحياء غنى وقيمة الأدب الذي تركه «شحرور» عاصمة البوغاز. واعتبر مندوب وزارة الثقافة، عبد العزيز الإدريسي، ضمن كلمته، أن مدينة طنجة تعود لتأسيس صرح ثقافي جديد بعد أن كان آخر فضاء ثقافي أسس بالمدينة سنة 1986، وأعاد أصدقاء محمد شكري الذين حضروا فعاليات «خيمة شكري» الأمازيغية، كرنولوجيا علاقتهم به، واللحظات العميقة التي جمعتهم بالكاتب الكبير الذي تعلم الكتابة وهو في العشرين من عمره بعد أن كان متسكعا في أزقة طنجة يبيع السجائر قبل أن يتنقل إلى للعمل كصبي للمقهى وحمّالا، ليقرر في لحظة سكون مع الذات أن يغير مسار حياته ويغادر إلى مدينة العرائش حيث درس وتخرج ليعمل في سلك التعليم. محمد شكري الذي تتميز كتاباته بخرق جدار «الكتابات المحرمة»، يتميز بطريقته الأنيقة في السرد من خلال التركيز على «العالم السفلي» حيث التسكع والبغاء والسكارى والفقر والهوامش التي يقتات منها المجتمع يومياته،كما جسّد جزءا منها من خلال سيرته الذاتية «الخبز الحافي» التي أثارت الكثير من الجدل من خلال التفاصيل الصادمة التي تضمنتها. هذا، وحضر العديد من أصدقاء الراحل من شعراء وأدباء من بعض الدول العربية، الذين اقترحوا أن تكون المؤسسة مفتوحة لمساهماتهم لأن محمد شكري أديب كوني لا يمكن اختزاله في حدود معينة.