في حوار مع الناشط الحقوقي شكيب الخياري, المتواجد حاليا بالديار الأروبية, أوضح أن زيارة وزير الداخلية الإسباني للمغرب مستنكرة وسيتم الرد عليها بمناسبة معركة أنوال, مؤكدا أن الدولة المغربية كانت على علم بهذه الزيارة وغطت عليها حتى لا تقع احتجاجات شعبية ضدها,لأن المغاربة لن يقبلوا بهكذا زيارات تستفز مشاعرهم,إضافة إلى تحريف تاريخهم الجهادي ضد المغتصب الإسباني. } كيف ترون في جمعية الريف زيارة وزير الداخلية الاسباني الأخيرة للمغرب ؟ طالعنا باستنكار شديد خبر زيارة وزير الداخلية الإسباني للريف من خلال الجرائد الاسبانية، قصد زيارة موقع أنوال بقبيلة تمسمان والتي شهدت أكبر وأشهر معركة قادها الريفيون بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الاسباني في 21 يوليوز 1921، حيث هدف من وراء ذلك تأكيد تمجيد الحكومة الاسبانية الحالية للجنود الأسبان الذين لقوا حتفهم في تلك المعركة التي تعرف لديهم باسم كارثة أنوال، ويأتي بعد أسابيع من إقدام مجلس الوزراء الاسباني على منح أعلى وسام عسكري لفيلق القنطرة للخيالة لدوره الذي وصف بالبطولي في تلك المعركة لمواجهة تمرد الريفيين . } ألا ترى بأن تكريم إسبانيا لأبنائها أمر عادي وشأن إسباني أن يتم تكريم الجنود الأسبان الذين شاركوا في حروب إسبانيا هو من حق من يؤمنون بذلك إن لم يكن واجبا، لكن أن يتم ذلك عبر تحريف الحقائق التاريخية و قلب الحقائق من خلال تحويل المجرم إلى ضحية, فهذا ما لا يمكن قبوله، فأنوال توجد فوق تراب الريف و ذلك الجيش جاء غازيا و معتديا من مليلية المحتلة و ما كان للريفيين سوى مقاومته للحد من توغله، حيث تواجه قرابة 5 آلاف ريفي يحملون البنادق مع جيش قوامه 18 ألف جندي مسلح بأحدث الأسلحة إذاك، قبل أن تنطلق إسبانيا في قنبلة الريف بغازات سامة بواسطة الطائرات و التي جرمتها الاتفاقيات الدولية، و التي خلفت دمارا شاملا بالمنطقة مما أدى بالأمير الخطابي إلى الاستسلام حقنا للدماء. نحن في الجمعية نرى الموضوع من زاوية اشمل، حيث ما زلنا لم نفرغ من ملف الغازات السامة الذي ننكب على دراسته منذ مدة طويلة رفقة قانونيين و خبراء متخصصين من أجل بحث إمكانية اللجوء إلى القضاء ضد إسبانيا على اعتبار أنها ارتكبت بذلك جريمة ضد الإنسانية. } كيف يتعامل الرأي العام مع مثل هذه الزيارة؟ هذه الزيارة تذكرنا بما قامت به الحكومة الاسبانية السابقة سنة 2006 حين شارك وفد رسمي رفيع المستوى لافتتاح متحف المارشال أمزيان بالناظور، حيث حضر عن الطرف الرسمي الإسباني السفير الإسباني المعتمد بالرباط و الرجل الثاني في الجيش الإسباني و القائد العسكري العام لمدينة مليلية، إلى جانب مسؤولين مغاربة و عدد كبير من الحزبيين و الجمعويين من الرباط، ما تلته احتجاجات واسعة سواء بالمغرب أو باسبانيا نفسها، مما أدى لاحقا برئيس الوزراء إلى تقديم الاعتذار عن المشاركة الرسمية في هذا الافتتاح، و ذلك على اعتبار أن المارشال أمزيان يعتبر في إسبانيا رمزا لامعا من رموز ديكتاتورية فرانكو, كونه من رجاله المخلصين، حيث شارك في ارتكاب العديد من المجازر أثناء الحرب الأهلية الاسبانية، و لهذا المارشال قصة أخرى في الريف، حيث سبق و أن شارك في معركة أنوال في صف الاسبان ضد الريفيين و بعد انتقاله للجيش المغربي قاد حملة تقتيل واغتصاب ضد الريفيين سنة 1959 بقبيلة بني ورياغل. } مالذي يجمع بين زيارة 2006 والزيارة الأخيرة؟ ما حدث سابقا أثناء افتتاح متحف المارشال أمزيان والآن مع زيارة وزير الداخلية الاسباني قد تم بتواطؤ واضح مع الدولة المغربية التي رخصت دوما بذلك، وسرية الزيارة كانت مقصودة من طرف الدولة المغربية لكي لا تفشلها الاحتجاجات الشعبية، هذا ما يستدعي من جمعيات المجتمع المدني في المغرب الوقوف بشكل صارم ضد هذه السلوكات المتكررة ضد تاريخ ورموز الشعب، وبعد أيام قليلة ستحل ذكرى معركة أنوال والتي سوف تكون بكل تأكيد فرصة لانطلاق الردود ضد هذه التصرفات.