لايزال المواطن المسن، والنجار المعروف، عمر شمخار (86 سنة) ببيته بخنيفرة طريح الفراش، منذ عدة أسابيع مضت، بعد إصابته بكسور على مستوى القدم، وجروح بالذراعين، إثر هجوم شنته عليه مجموعة من الكلاب الضالة من كل جانب وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر بمسجد حي وادي الذهب (بام) بخنيفرة، بعد أن أوقعته على الأرض وهجمت عليه بصورة مخيفة ومروعة، حيث نقل في حالة حرجة إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس لتلقي الإسعافات الضرورية. ونظرا لسنه، ومعاناته بسبب إصابته بمرض القلب، اقترح الأطباء معالجة كسور فخذه ب «الجبص» بدلا من إجراء عملية جراحية عليه. ولم يفت أسرته التلويح بمقاضاة الجهات المسؤولة التي لاتقوم بدورها في محاربة الكلاب الضالة. وكان من الممكن أن يمر هذا الخبر دون مبالاة، شأنه شأن باقي الحالات المماثلة التي تكاثرت على مستوى المدينة في الآونة الأخيرة، وأبرزها ما حدث لمعلمة تعمل ب «مدرسة المختار السوسي» بحي حمرية، التي هاجمتها مجموعة من الكلاب الضالة، ونهشوا جزءا من عضلة قدمها. ولولا بعض المواطنين الذين خلصوها من أنياب هذه الكلاب لحدث ما يصعب التكهن بعاقبته... ظاهرة الكلاب الضالة هاته أصبحت تستأثر باهتمام المتتبعين لما تعرفه من ارتفاع مقلق بالمدينة، حيث باتت تحتل عدة فضاءات، وتهدد الأطفال والمواطنين في أمنهم وسلامتهم، فضلا عما تسببه هذه الحيوانات الضالة من إزعاج وهلع، إذ يكتفي المعنيون بالحديث عن عمليات التمشيط والتطهير، أو برمي بضعة كلاب بالرصاص. وبينما يشتكي السكان من ضجيج ونباح هذه الحيوانات واشتباكاتها المزعجة التي تحدث والناس نيام، لم يبالغ البعض الآخر في القول إنهم صاروا يفضلون عدم السفر ليلا من بيوتهم، ليس خوفا من اللصوص، بل خوفا من هجمات الكلاب الضالة، بالأحرى إذا ما أضيفت إليها القطط الضالة التي صارت هي الأخرى تتكاثر وتتناسل بصورة ملفتة للانتباه بالأحياء ومحيط النفايات، وعلى صعيد الهوامش.