وجدت إدارة أوباما نفسها محرجة لتفسير أسباب وجود أفراد من القوات الخاصة الأمريكية فوق الأراضي المالية بعد وقوع حادث غامض توفي إثره ثلاثة أفراد من كوموندو العمليات الخاصة إلى جانب ثلاث نساء مغربيات. ويعود الحادث، حسب تقرير نشرته أول أمس صحيفة «واشنطن بوست الأمريكية»، إلى 20 أبريل الماضي، عندما هوت سيارة رباعية الدفع من فوق جسر بالعاصمة بماكو وسقطت في مجرى نهر «النيجر»، مما أدى إلى مقتل ركابها الستة. ولم تقدم بعد الإدارة الأمريكية تفسيرا مقنعا لوجود عناصر القوات الخاصة فوق أراضي مالي رغم مرور شهر على قطع واشنطن علاقاتها مع مالي، كما أن وجود مغربيات داخل السيارة أثار العديد من التساؤلات، حيث جاء في بيان من مركز القيادة الإفريقية (أفريكوم) أن مسؤولي القيادة يجهلون هوية أولئك النساء، «وبناء على المعلومات التي نتوفر عليها لحد الآن، فليس ثمة أي سبب يجعلنا نقول إن أولئك النساء كن يمارسن الدعارة.» كما أن «قيادة العمليات الخاصة» الأمريكية قالت إنها «لا يمكنها إعطاء أي جواب بخصوص الوجهة التي كان يسير نحوها أولئك الأفراد، ولا حتى السبب الذي جعلهم يسافرون رفقة نساء مغربيات»، مضيفة أن القضية لا تزال في طور التحقيق. غير أن الصحيفة الأمريكية نقلت عن مسؤول عسكري أمريكي بارز ومستشار أمريكي متخصص في مكافحة الإرهاب، لم يكشفا عن هويتهما لحساسية الموضوع، قولهما إن النساء الثلاث مغربيات يشتغلن في مجال الدعارة. ورجح بيان للجيش الأمريكي أن تكون مجموعة من العوامل قد أدت إلى وقوع هذا الحادث، من قبيل عدم وضوح الرؤية أو ربما قيام السائق بمناورة خطرة لتفادي الاصطدام بإحدى العربات التي كانت تسير على الجسر بسرعة بطيئة، وأضاف البيان أن الجنود ومن كان معهم توفوا بسبب قوة الاصطدام، حيث سقطت السيارة منقلبة وسط مياه النهر الضحلة. للإشارة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد شرعت منذ حوالي ست سنوات في القيام ببرامج دعم وتدريب في مالي، إلى جانب القيام بعمليات سرية. وحسب برنامج أمريكي سري يحمل رمز «كريك ساند» أو «جدول الرمال»، فإن العديد من المستخدمين والمتعاقدين الأمريكيين تم نشرهم في منطقة غرب إفريقيا من أجل القيام بمهمات المراقبة، حيث تم تزويدهم لهذا الغرض بطائرات استطلاع خاصة تم تصميمها لتبدو كطائرات مدنية.