ياسر عرفات سمم بمادة »البولونيوم«؟هذا ما كشفت عنه فحوصات أجراها أطباء على أغراض شخصية للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بها كميات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام والتي استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته. ثماني سنوات على رحيل الرئيس الفلسطيني، تعددت الشائعات بشأن السبب المحتمل لوفاته: تليف كبدي أم سرطان أو ربما إصابته بمرض الإيدز؟ كشف تحقيق قناة «الجزيرة» الذي استمر تسعة أشهر انطلاقا من الملف الطبي الكامل لعرفات أن كل تلك الشائعات غير صحيحة، وأنه كان بصحة جيدة إلى أن شعر فجأة بالمرض في 12 أكتوبر 2004. وأظهرت التحاليل التي أجريت بمعهد الفيزياء الإشعاعية بمدينة لوزان السويسرية على أغراض شخصية لعرفات: ملابسه، فرشاة أسنانه وكذا قبعته... والتي تحمل شيئا من دمه، بوله وعرقه، وجود كميات عالية وغير طبيعية من مادة البولونيوم في جسمه قبل وفاته. ويقول الأطباء، الذين أشرفوا على إنجاز التحاليل المخبرية، إنهم بحاجة لمزيد من التحاليل سواء لعظام الراحل عرفات أو للتربة المحيطة برفاته، وإذا ما أثبتت تلك التحاليل أيضا وجود نسبة عالية من البولونيوم المصنع، فإن ذلك سيكون حجة دامغة على أنه تعرض للتسمم. ليس هناك إجماع طبي بعد على أعراض التسمم بالبولونيوم والسبب في ذلك هو قلة الحالات التي سجلت في الموضوع، إلا أن «ألكسندر ليتفينيتو» الجاسوس الروسي الذي توفي بالبولونيوم عانى من إسهال حاد وفقدان للوزن وتقيؤ وهي نفس الأعراض التي ظهرت على عرفات بعد إصابته بالمرض. بناء على الملف الطبي لعرفات، استبعد الأطباء في لوزان وغيرها مجموعة من الأسباب المحتملة لوفاة عرفات، وفي هذا الصدد قال مدير المركز الجامعي للطب الشرعي «باتريس مانجين»، الأمر ليس تليفا كبديا ولا توجد أثار لسرطان ولا للإيدز وللفيروس المسبب له.. ليست هناك أعراض لهذه الأمور». كان الأطباء في لوزان يأملون دراسة عينات من دم وبول عرفات عندما كان في المستشفى العسكري بيرسي في فرنسا، لكن عندما طلبوها، قال المستشفى لأرملة الراحل عرفات إنه تم التخلص من تلك العينات. وبالتالي تكون الخلاصات التي توصل إليها الأطباء مستندة إلى وثائق وليس إلى تحاليل مباشرة، . وفي نفس السياق، تقول سهى عرفات «لم أقتنع بذلك الجواب عادة بالنسبة لشخصية مهمة مثل عرفات عليهم الاحتفاظ بآثار ربما لا يريدون التورط في الأمر».