ذكرت الاستخبارات العسكرية الباكستانية، أنها اعتقلت متم شهر ماي الماضي، قياديا بارزا في تنظيم القاعدة في منطقة كويتا جنوب غرب باكستان إثر معلومات أدلى بها مساعده في التنظيم يونس الموريتاني. وذكرت تقارير إخبارية أن نعمان مزيش (42 سنة)، الفرنسي من أصل جزائري المولود في باريس، صهر المغربي محمد الفيزازي، الذي كان قد اعتقل في المغرب إثر تقجيرات الدارالبيضاء سنة 2003 قبل أن يستفيد من عفو ملكي في وقت سابق من هذه السنة. وحسب ما ذكرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن مصالح الاستخبارات الألمانية كانت قد راسلت نظيرتها الفرنسية طلبا للمعلومات المتعلقة بمزيش وأقربائه، خصوصا صهره الفيزازي، الذي كانت ألمانيا تعتقد في لعبه دور الزعيم الروحي لخلية هامبورغ التابعة لتنظيم القاعدة. وذكرت تقارير إخبارية نقلا عن مصادر أمنية أن مزيش قيادي في خلية هامبورغ الإسلامية المتطرفة التي احتضنت عددا من قراصنة الجو الذين نفذوا اعتداءات 11 شتنبر 2001 في الولاياتالمتحدة بمن فيهم زعيم الخلية محمد عطا. واشتبه في ان تلك الخلية حاولت تنفيذ اعتداءات إرهابية في أوربا. وأفاد موقع ذي لونغ وور جورنال الامريكي على الانترنت المتخصص في الاستخبارات، أن نعمان مزيش كان خلال السنوات الاخيرة ينتقل بين باكستانوافغانستان وايران وهامبورغ، حيث كلف بتجنيد جهاديين عبر مسجد القدس الذي أغلقته السلطات الالمانية سنة 2010، لأنه يتردد عليه متطرفون. لكن نعمان مزيش ليس من قياديي القاعدة المدرجة اسماؤهم علنا على لوائح مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي «إف. بي. أي» ووزارة الخزينة الامريكية التي تعرض مكافآت كبيرة مقابل معلومات قد تؤدي الى اعتقالهم. غير أن مسؤولا عسكريا باكستانيا قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن نعمان مزيش مسؤول كبير في القاعدة. من جانبه أكد خبير غربي في هذا الملف، لنفس الوكالة، أنه جهادي فرنسي من أصل مغاربي معروف بارتباطه الأكيد بالقاعدة، مضيفا أنه جهادي متواجد في منطقة باكستان، أفغانستان، إيران منذ سنوات عديدة. واوضح مصدر أمني أن نعمان مزيش المقرب جدا من يونس الموريتاني، أوقف مثله في بلوشستان، الولاية المضطربة في جنوب غرب باكستان والحدودية مع كل من افغانستانوباكستان والتي تعتبر معقلا للمتمردين الاسلاميين والانفصاليين. وقال مسؤول في جهاز استخبارت غربي ان الموريتاني الذي اعتقلته اجهزة الاستخبارات الباكستانية بمساعدة زميلتها الامريكية في الخامس من شتنبر الماضي عضو في قيادة اركان القاعدة . وقد كلف اسامة بن لادن يونس الموريتاني شخصيا بتدبير اعتداءات على اهداف اقتصادية هامة في الولاياتالمتحدة واوربا واستراليا ، حسب ما أفاد الجيش الباكستاني. واضاف الجيش انه كان يدبر لاستهداف المصالح الاقتصادية الامريكية وخصوصا انابيب غاز ونفط ومحطات كهربائية وناقلات النفط عن طريق زوارق سريعة محشوة بالمتفجرات تجوب المياه الدولية.