عقد المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لقاء مع المسؤولين الوطنيين الاتحاديين في المكتب المركزي للفدرالية الديموقراطية للشغل برئاسة عبد الرحمان العزوزي، لتدارس المستجدات النقابية والسياسية، حيث ركزت التدخلات على إعطاء الأولوية للتفكير في أنجح السبل لكي يتقدم الفعل الوحدوي بواقعية ورزانة، مع اغتنام الفرصة التاريخية الحالية في الاتجاه الصحيح. أكد عبد الواحد الراضي أنه « لابد من تهييء الشروط لإنجاح عملية التنسيق، في أفق وحدوي بين مكونات العائلة الاتحادية». وأضاف الكاتب الأول، خلال لقاء ضم المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والمسؤولين الوطنيين الاتحاديين في المكتب المركزي للفدرالية الديموقراطية للشغل برئاسة عبد الرحمان العزوزي، أن« مسيرة 27 ماي، التي جاءت ثمرة للتنسيق بين الكونفدرالية والفدرالية لابد أن يكون لها ما بعدها،» وهو ما يتطلب - حسب الراضي - « إعداد الشروط الواقعية والتفاؤلية لإنجاح توحيد قوى اليسار وعلى رأسها العائلة الاتحادية». وقال الراضي: إن المسيرة أثبتت أن إمكانية التعبئة ممكنة متى كان هناك عمل واضح. وكشف الكاتب الأول عن «اتصال هاتفي، قبل المسيرة وبعدها مع محمد نوبير الأموي، لتهنئته على هذه الخطوة». وذكر الراضي أن سفر الأموي الى جنيف، ضمن أشغال المكتب الدولي للشغل، لم يتح فرصة اللقاء المباشر». وقال الراضي إن السؤال حول ما بعد المسيرة لا يمكن أن يجيب عنه المكتب السياسي وحده، دون الاستماع الى القيادات النقابية التي كانت وراء مبادرة التنسيق». ومن جهته ركز عبد الرحمان العزوزي على «أهمية المبادرة النقابية في التنسيق والتوحيد ، مذكرا بالسياق التي وردت فيه وتفاصيل الإعداد المشترك لها. وقال الكاتب العام للفدرالية أن « التنسيق بدأ يرسى في مستويات عديدة، وفي مناطق كثيرة وبأشكال مختلفة بين النقابتين. مضيفا أنه تم تأسيس لجنة قارة لمتابعة التنسيق وتفعيل أشكال المبادرات التي تتجه نحو نفس الهدف». ومن المبادرات في هذا المضمار الحرص على «التقدم بوفد مشترك في الحوار الاجتماعي وصياغة ملف مطلبي موحد». ولم يفت العزوزي الاشارة الى أن التحضير السياسي لدعم المبادرات الوحدوية ضرورة أساسية ، ويخلق انتظارات لدى كافة المناضلين والعاطفين وعموم الرأي العام. وتدخلت القيادة النقابية بكامل أعضائها، لتكرس نفس التوجه، مستحضرة بالأساس أن » الأفق الذي رسمته المسيرة ليس نقابيا محضا» كما ورد على لسان نائب الكاتب العام للفدرالية، حميد فاتحي، وأن الأمر «يتعلق بلحظة أساسية تهدف الى مشروع سياسي . كما تدخل أعضاء من المكتب السياسي للاتحاد ركزوا على « قوة اللحظة ، وما ستفرزه من معطيات جديدة»، باعتبارها هي »نفسها نتيجة تحول في معطيات الواقع». وشددت تدخلات أعضاء المكتب السياسي على «ضرورة تضمين المبادرات الوحدوية في دينامية التحضير للمؤتمر الوطني التاسع، لكي يكون مؤتمر التحول والارتقاء باللحظة السياسية الى ما هو أسمى». واتجهت التدخلات، السياسية والنقابية نحو «إعطاء الأولوية للتفكير في أنجح السبل لكي يتقدم الفعل الوحدوي بواقعية ورزانة، مع اغتنام الفرصة التاريخية الحالية في الاتجاه الصحيح»، حتى «لا يتبدد رصيد الثقة والأمل الذي أفرزته المبادرة لدى الرأي العام عموما والمكونات التقدمية والديموقراطية خصوصا. وحذرت تدخلات الطرفين من «انتظارية قاتلة قد تكون وبالا على المد التقدمي وامتداداته المجتمعية».