أعلنت شهرزاد الجعفري التي كانت من المقربين من الرئيس بشار الأسد انها لم تعمل لحساب النظام السوري، إلا من اجل تحسين نبذة حياتها حين تتقدم للعمل «مثلما ستفعل أي فتاة أميركية طموح». وقالت شهرزاد الجعفري لصحيفة الديلي تلغراف في أول مقابلة معها منذ الكشف عن علاقتها بالصحافية التلفزيونية الأميركية باربرا ولترز، إن دورها في فريق الاتصالات التابع للرئيس السوري، جرى تضخيمه والمبالغة به وإنها أصبحت «كبش محرقة». وأكدت شهرزاد الجعفري، إبنة سفير النظام السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري، التي تعتبر نفسها «متغربنة أكثر منها سورية»، انها لم تتقاض أي راتب خلال الأشهر الثلاثة من عملها في فريق الاتصالات الرئاسي، ذاهبة الى انها كانت مجرد متدربة صغيرة تحاول «مساعدة بلدي على تجاوز أزمته» وهي لم تكن من معاوني الأسد أو مستشاريه. وأضافت في حديثها لصحيفة الديلي تلغراف «أن اي فتاة أميركية طموح ستفعل الشيء نفسه. فأنتَ تتلقى عرضا مثيرا وتتحدى نفسك ثم تحزم امرك». وكان إسم شهرزاد الجعفري ظهر أول مرة عندما اتضح أن شيخة الصحافة التلفزيونية الأميركية باربرا ولترز حاولت التوسط لمنحها مقعدا في جامعة كولومبيا الراقية في نيويورك. وقالت في حديثها لصحيفة الديلي تلغراف «أنا فتاة بسيطة، ولا أُريد ان أدفع الثمن لمجرد ان والدي هو السفير». وكانت شهرزاد الجعفري ساعدت ولترز على إجراء مقابلة مع الأسد، ولكنها أصرت على عدم وجود علاقة بين قبولها في جامعة كولومبيا وتوسط ولترز. وتحدثت الجعفري خلال المقابلة التي استمرت ساعة كاملة عن لقاءاتها بدكتاتور سوريا الذي كان يأتي الى مكتب الاتصالات، حيث تعمل للقاء كبار مستشاريه. وقالت إن الأسد «كان يأتي الى المكتب ويتحدث معنا وجها لوجه ثم يغادر». وأشارت إلى أن ذلك كان يجري «خلال أزمة وكان علينا ان نكون أكثر انشغالا بكل شيء. كان يتحدث مع جميع العاملين، يتحدث مع المتدربين، ويطرح أسئلة ثم يغادر. وكان وديا للغاية معنا». وحين سُئلت شهرزاد الجعفري عما إذا كانت تصدِّق ادعاء النظام السوري بأن قتل المدنيين على نطاق واسع هو من عمل «ارهابيين» قالت انها «لم تكن منخرطة في كل هذه التفاصيل». ولاحظت صحيفة الديلي تلغراف، أن رواية شهرزاد الجعفري، لا تنسجم مع مئات الرسائل الالكترونية التي بعثت بها الى الأسد وآخرين منذ اندلاع الانتفاضة في مارس العام الماضي. وتبين الرسائل التي حصلت عليها فصائل سورية معارضة، وكشفتها لصحيفة الديلي تلغراف، ان شهرزاد شابة تستطيع الوصول مباشرة الى الأسد وقامت بدور كبير في تحديد ردوده على التغطية الإعلامية الغربية للانتفاضة. وخلال الفترة الواقعة بين غشت ويناير هذا العام بعثت شهرزاد الى الأسد 118 رسالة على البريد الالكتروني. واللافت هو رفع الكلفة في مخاطبتها الرئيس السوري الذي تدعي انها بالكاد تعرفه، بحسب صحيفة الديلي تلغرف التي تنقل عن شهرزاد الجعفري قولها للأسد في رسالة بتاريخ دجنبر الماضي «أنت مذهل وتبدو كأنك نجم في الخامسة والعشرين في المقابلة». وسألت بعد أيام «هل انت زعلان علي؟» وفي رسالة الكترونية الى منتج في بي بي سي تصف شهرزاد الجعفري نفسها بأنها «خبيرة علاقات عامة واتصالات مستقلة تحفظ حساب الرئيس» وأوضحت ان كل الطلبات لمقابلة الأسد يجب ان تمر عبرها. وباعتراف شهرزاد الجعفري نفسها، فان المقابلة التي أجرتها ولترز وحُملت شهرزاد مسؤوليتها، بعدما اتضح أن الصحافية طرحت أسئلة صعبة على الأسد، كانت السبب في توتر علاقاتها مع الرئيس السوري في دجنبر 2011. وقالت شهرزاد في المقابلة مع الديلي تلغراف «أعترف إني وقعت في متاعب» واصفة كيف تغير الجو في المكتب عندما شعر زملاؤها بانزعاج الأسد من المقابلة مع ولترز. وقالت شهرزاد «أنا سورية ولكنني ترعرتُ في الغرب، وبالتالي قد تكون لدي افكار مختلفة. ومن الواضح انه لم يكن راضيا عن المقابلة ولكن هذا لا يمت بصلة الى عودتي» الى نيويورك. وحين سُئلت شهرزاد الجعفري إن كانت لم تزل تشعر بالولاء للرجل الذي قالت ذات يوم «انه محبوب شعبه» اكتفت بالقول «أنا مخلصة لبلدي، وأنا مخلصة لشعبي».