أين كنت؟ لما لم ترد عن مكالماتي؟ أسئلة تطرحها بعض النساء بمجرد أن ترى وجه زوجها بالإضافة إلى بعض التصرفات التي تثير غضب الزوج في أغلب الأحيان، هناك بعض النساء بمجرد أن يلج الزوج المنزل حتى تبدأ في التدقيق وفحص ملابسه، عسى أن تجد شعرة بملابسه أو اثر لأحمر الشفاه وهناك من تشم رائحة الملابس حتى تتبين إن كان هناك عطر نسائي عليها، كل هذه الأشياء تعبر عن الغيرة، فهل الغيرة إحساس طبيعي؟ وهل يمكنها أن تدمر العلاقة الزوجية؟ الغيرة رفيقة كل الأزواج هذا الإحساس لا يمكن التحكم فيه، بمجرد رأية مجموعة من الفتيات والنساء الجميلات في مكان قريب من الزوج حتى تبدء نار الغيرة في نخر جسم المرأة المسكينة التي تشعر بأن الخطر يقترب ويهدد علاقتها الزوجية، فتشهر هذه المرأة عن مخالبها في وجه كل واحدة تحاول أو حتى تفكر في الاقتراب من زوجها، تبدأ في برمقها بنظرات قاسية تحذرها وتخبرها أن هذا الشخص محجوز، وأنه لا يحق لها الاقتراب منه، وإن لم تستجب للرسائل التي تبعتها الزوجة فإنها تبدأ في ملاطفة زوجها بأن تمسك دراعه أمام الجميع. برغم من هذا فالشعور بالغيرة شعور طبيعي بين شخصين مغرمان بعضهما، وهي احساس ينفرد به المغرمون فقط، حيث يكون الهاجس الأول لها هو الخوف من فقدان الشخص الذي نحب، وهو شعور منطقي ولا يجب الخجل منه لأنه تعبير عن الحب أصلا. أن أشعر بالغيرة على الشريك هذا يعني أني أحبه وأني أجده جذابا ومثيرا، والخوف في أن أفقد حبه يرعبني، فتظهر علينا بعض مظاهر الغيرة وهي ردة فعل طبيعية. كما أن عدم الاحساس بالغيرة قد تكون نتيجة غياب الحب بين الزوجين أي أن المرأة لا تكن الحب لزوجها أم أن هناك ثقة عمياء في زوج أي أن المرأة تثق بشكل كبير في زوجها وهي على قناعة أن زوجها لن ينظر لغيرها. الغيرة لتأجيج الرغبة بكمية معقولة تظهر الغيرة على أنها رفيق أساسي للزوجين، كما يمكنها أن تزرع بعض من التغيير في العلاقة وأن تضيف نكهة خاصة للحياة الزوجية، خصوصا إن لم تكون نسبة الغيرة مرتفعة جدا، فهذا النوع من الغيرة يمكن تقبله والتعايش معه إذ يمكن أن تصبح وسيلة للترفيه عن الزوجين وأيضا إضفاء نوع من الإثارة في هذه العلاقة، وهي تزيد في ثقة بأن الشخص لايزال قادرا على اثارت إعجاب الأخر ، كما أنها تزرع الحياة في العلاقة الزوجية بين الزوجين مهما دامت مدة زواجهما. الغيرة عدو الأزواج في بعض الأحيان قد تصبح الغيرة سرطان ينخر في عظم العلاقة الزوجية، حيث يصبح هذا الاحساس هو المسيطر على الزوج أو الزوجة، في هذه الحال يبدأ الخطر يهدد هذه العلاقة حيث يتخطى الاحساس بالغيرة كل الحدود وتصبح هي الإحساس المهيمن في العلاقة. عندما يطغى الشعور بعدم الثقة بالزوج تبدأ هذه العلاقة في الانهيار، عندها قد يتحول الحب الذي جمع هذان الشخصان إلى كره ونفور من الشريك، وهذه العلامات تدل على أن هناك خلل في العلاقة بحد ذاتها وأن الشعور بالغيرة انتقل من الاحساس الطبيعي والمقبول إلى حالة مرضية وهي أخطر الأشياء التي تهدد الحياة الزوجية، والتي تتسبب في نسبة كبيرة من الطلاق. أعراض الكلاسيكية للغيرة المرضية الإستماع للمكالمات الهاتفية للزوج دون أن ينتبه إليك، البحث في الرسائل النصية بهاتفه النقال عندما يدخل إلى الحمام، الحرص على معرفة الرسائل التي تصل إلى بريده الالكتروني، تتبعه عن كتم، أي معرفة كل تحركاته بانتظام ومعرفة أوقات العمل وتأكد من صحة كلامه حول إجتماعات العمل المتأخرة أو حتى بخصوص العمل خارج المكتب، هذا يشير إلى أن هذا النوع من الغيرة هي غيرة مرضية وقد تمكنت من السيطرة على هذه المرأة، مما قد يتسبب في تدمير العلاقة الزوجية إذ أن الزوج ومهما كان حبه لزوجته سيستسلم في الأخير ويتخلى عنها إذ أن الكره وعدم الثقة أخذ مكان الحب في هذه العلاقة، وبتالي ينتهي المطاف إلى الطلاق والابتعاد عن هذا الشخص الذي يشعرك بالاختناق بسبب غيرته الزائدة.