هل الحب هو ذلك الشعور السامي الناتج عن التفاعل الكيميائي؟ وهل الغيرة حالة مرضية أم رد فعل طبيعي لجسم الرجل؟ للبدء دعونا نعرّف بعض المفاهيم الأساسية، ولنعطي تعريفاً أكثر عمومية وحيادية دون نعوت معقدة أو أصوات مرتفعة، فالغيرة هي شعور غير سار ينشأ مع ظهور منافس على مقربة من الحب، بل ويمكن أن يكون ذلك المنافس إما حقيقة أو خيالا أيضا. إن عدد هؤلاء المنافسين -حقيقة أو خيالا- يرتبطون بشكل مباشر مع مدى جاذبية المرأة، وذلك لكونها دائما محور الإعجاب والاهتمام من قبل الآخرين، كذلك فإن أكثر ما يثير غيرة الرجل على زوجته هو المكياج والملابس، ولكن هل هذا يستحق الحفاظ على علاقة مع رجل هو أكثر ميلا إلى العدوان والعنف؟ إن مثل هؤلاء الرجال يكون شغلهم الشاغل هو طول السترة ولون أحمر الشفاه ومدة قضاء الرحلات مع الأصدقاء، ومن هذا المنطلق تنشأ رغبة المرأة في العثور على الحب والهدوء والثقة ومن يعطيها ولا يطلب منها. وإذا كان زوجك من هذا القبيل، فينبغي أن تنسي تماما أصدقاءك الرجال حتى لو كانوا هم من يحلون لك مشاكلك مع العالم الخارجي أو يلعبون دورا هاما في حياتك، فهل تودين أن تخسري كثيراً أم تكسبي قليلاً؟! الغيرة الطبيعية والمرضية إن الغيرة الزائدة عن الحد تعد مرضا، يؤدي إلى العديد من العواقب الوخيمة ويعاني منه كلا الزوجين، صحيح أن هناك ملامح مختلفة من الغيرة لدى الذكور والإناث، وإذا كانت المرأة مستعدة لتحمل الغيرة لعدة سنوات، فإن غيرة الرجل تعد وقتية تظهر فجأة وسرعان ما تختفي.
هذه الغيرة المرضية تعتبر حالة خاصة، حيث يرجح الأطباء النفسيون أنها عادة ما تكون عرضا لمرض عقلي خطير، أما الغيرة الطبيعية فهي أكثر أنواع الغيرة انتشارا، وهي المألوفة لنا جميعا ولا سيما الرجال الذين يميلون إليها.
أسباب الغيرة ما الذي يثير غيرة الرجل؟ في الواقع، إنها رغبة المرأة الدفينة للاستمتاع والإحساس بالذات, أما الرجل فينظر إلى الأمر وكأنه رغبة زوجته في البحث عن رجل آخر وهو ما يؤذي مشاعره كثيرا. فكلما زاد الرجل من حبه لنفسه وإعجابه بذاته، كلما زادت غيرته لتصل إلى حد نصف شخصيته، ولهذا السبب يكره الرجل أن تقود المرأة العمل أو حتى جماعات الأصدقاء، وذلك لأنها سوف تتلقى مزيدا من المدح وهو ما يعاني منه كثيرا.
ما الذي يحدد درجة غيرة الرجل؟ عندما تزيد أنانية الرجل، تزيد الغيرة أيضا في جرحه وإيذائه وهو الأمر المسلم به بديهيا، وعندها يبدأ الرجل في البحث عن عيوبه ليصل بها إلى نقطة الغليان، حتى أنه لا يمكنه التفكير في إمكانية تحوله إلى شخص آخر. فهذا هو الأمر الذي يظهر عند دخول حجرة التعذيب -النوم- : إلى أين ستذهبين؟ ما هذا الذي ترتدينه؟ ولماذا اخترتيه بالذات؟ ومتى ستعودين؟ والمفاجأة أنكِ لن تذهبي إلى أي مكان! وبطبيعة الحال فإن درجة الثقافة الشخصية ومدى رغبة الرجل في قيادة الأسرة، يمكن أن تؤثر على المظاهر الخارجية للغيرة الذكورية، وعلى سبيل المثال هناك من يعذب زوجته بالشك، وآخر يعتدي عليها بالضرب لدرجة الموت، وكل هذا ناتج عن شدة الحب والعاطفة.
لكل شيء حد في الحقيقة تعتبر الغيرة من الأشياء الضارة، التي يمكن أن تنتهي بالعديد من العواقب الوخيمة والخطيرة، وقد أثبت الأطباء أنه في نطاق تشدد الرجل ومع خيانة المرأة الجسدية (وبالتالي الغيرة)، يمكن أن تظهر العديد من النتائج القاسية وتكون هي الضربة القاضية في حياة الزوجين، وأثناء اندلاع الغيرة يظهر مزيج من الهرمونات، مثل هرمون فازوبريسين الذي يعمل على انقباض الأوعية الدموية. وأخيرا يمكنك أن تكون غيوراً وهو الأمر المحمود في العلاقة الزوجية، ولكن اعلم أن الغيرة الحادة تعتبر مرضا، والتي من خلال ممارستها تقوم باستنزاف نفسك ومن ثم زوجتك وبالتالي انهيار الحب بينكما. فكل شيء وله حد يا عزيزي، وما زاد عن حده انقلب إلى ضده.