ساد مناخ من الرعب والهلع بقلب منطقة المباركيين، ضواحي مولاي بوعزة، إقليمخنيفرة، إثر وقوع «مجزرة دموية» بطلها أحد أبناء المنطقة عمد إلى القيام بهجوم شرس على بيت أفراد أسرة رفضوا تزويجه ابنتهم التي يحبها حبا أعمى، حيث هوى على جدة هذه البنت بساطور، وفعل بها ما يفعله الجزارون في الشاة المذبوحة، إلى أن سقطت وهي مضرجة في بركة من الدماء، قبل الهجوم على جميع من بالبيت الذي حوله «الجاني العاشق» إلى حمام دم بامتياز، ولم يصدق أحد من السكان أن تنبعث في العاشق ما اعتقد الجميع أنها ولت مع المثل العربي القديم « »ومن الحب ما قتل»«، هذا الذي هداه تفكيره الجنوني إلى الدخول مع أسرة معشوقته في مناخ من التشنج الشديد، قبل الارتقاء بتشدده إلى تنفيذ عمليته بروح منالعدوانية والانتقام، وهو مسلح بأشياء حادة، منها ساطور استعمله في الهجوم على الجميع بدم بارد قبل أن يتوارى عن الأنظار. وتفيد المعطيات الأولية، التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، أن الجاني (ب. عمر) كان مغرما بالفتاة المعنية بالأمر (خ. فاطمة)، وتمددت به روح العشق إلى نحو درجة وعد نفسه من خلالها بالتقدم للزواج منها على سنة الله ورسوله، ولم يكن يتوقع أن ترفضه أسرتها بأعذار اعتبرها «واهية» إلى أن ضاق ذرعا، ما أشعل في أعماقه نار الانتقام، ولم يجد غير الشروع في أول خطوة باقتحام بيت الأسرة في محاولة منه لإجبار عشيقته على مرافقته بالقوة، متهما والدتها وجدتها بالوقوف وراء تغيير رأيها فيه مقابل «تحويلها» إلى شخص غيره، ما كان كافيا لقيامه بالتخطيط لجريمته العمياء. وفي صباح يوم الجريمة، اختار الجاني أن يرافقه ابن عمه نحو بيت أسرة عشيقته، حيث بدأ خطة هجومه بالحجارة قبل أن يأخذ في طعن كل من صادفه في طريقه أو حاول المقاومة أو الاستنجاد، بدءا من جدة العشيقة (إيطو الخميس)، هذه التي هوى عليها بساطوره عدة مرات دون رحمة ولا شفقة إلى أن فارقت الحياة، وذلك بصورة دموية بشعة يصعب نشرها للعموم، وقد نقلت جثتها للمستشفى الإقليميبخنيفرة إلى جانب ثلاث نساء (نعيمة، هنية، وعائشة) نقلن بدورهن لقسم المستعجلات بذات المستشفى لإصابتهن بجروح وكسور متفاوتة الخطورة، بينهن والدة المعشوقة (عائشة) التي كانت إصابتها بليغة على مستوى عدة أجزاء من جسدها، وقد نجت بأعجوبة من جريمة العاشق الذي شاءت الأقدار أن ينهي رحلة عشقه بجريمة ستكلفه قضاء العشرات من السنين في «معانقة» أسوار السجن. ويذكر أن إقليمخنيفرة، عرف عام 2009، جريمة مماثلة شهدتها منطقة سيدي اعمرو، ضواحي كهف النسور، تلك التي تصدَّر بطولتها شخص من اغمارين بآيت بوحدو تقدم لطلب يد معشوقته (سناء) فرفضت أسرتها تزويجه إياه، بحجة أخلاقه وسمعته السيئة، حسبما ورد في إحدى الشكايات، وحينها لم يكن متوقعا أن يقدم المعني بالأمر على التفكير في الانتقام لحبه، حيث أسرع إلى اقتحام مسكن أسرة فتاته عبر السطح، وهو مسلح بسيف حاد وبندقية محلية الصنع من نوع »الهبارية«، وباشر جريمته بإطلاق النار على شقيق فتاته، سقط إثرها هذا الأخير في بركة من دمائه، وأمعاؤه بارزة مثل خروف بين مخالب ذئب جائع، ولم يقف الفاعل عند هذا الحد، بل عمد بهستيرية شديدة إلى مطاردة والدة ضحيته ليصيبها بسيفه على مستوى الرأس، ونقل الجرحى يومها إلى المستشفى الإقليميبخنيفرةالمدينة، حيث تلقوا ما يلزم من الإسعافات الضرورية.