تعيش ساكنة مراكش في الأحياء التي تدير فيها شركة «تِكْمِتْ» قطاع جمع النفايات أوضاعا جد مزرية بعد استفحال تراكم الأزبال أمام الدور والمنازل والشوارع والأزقة والدروب، حيث تشكل تلالا من الأزبال والنفايات.. ومع ارتفاع درجة الحرارة تتضاعف معاناة السكان أكثر نظرا للخطر المحدق بالبيئة. فتراكم هذه الأزبال يوميا تنتج عنه تحولات كيميائية وباكتيرية تساعد على تناسل مختلف أنواع الحشرات، بما فيها أشكال غريبة تكاثرت في المدة الأخيرة بالأحياء.. وعلى سبيل المثال لا الحصر فالمار من زنقة بن قدامة بحي جليز بمراكش تصدمه الأزبال المتراكمة بشكل كبير ومقزز أمام البوابة الخلفية للمستشفى ابن طفيل، التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس. ولا يتعلق الأمر بقمامة مترامية هنا وهناك فحسب، بل شكلت تلا من الأزبال بما فيها النفايات الطبية التي تشكل بالفعل خطرا كبيرا قد تنجم عنه أوبئة، هذه النفايات تحتل عمق المدخل وتكاد تغلقه، وهذا المشهد المقزز ليس مجرد إهمال أو سهو ليوم واحد فقط، بل أصبح مألوفا على الدوام.. روائحه العفنة تصفع المارة من بعيد، أما داخل المستشفى فالمرضى والعاملون به من أطباء وممرضين ومستخدمين يعانون على السواء من هذه الروائح المنبعثة من هذه الأزبال التي تزكم أنوفهم، وتحولت إلى مرتع لتناسل الحشرات من ذباب وناموس والتي تهجم أسراب منها على المستشفى ومحيطه لتزيد المرضى ألما.. ورغم الاحتجاجات المتكررة للعاملين بالمستشفى، غير أن الوضع يزداد استفحالا يوما بعد يوم. هذا الوضع ناتج عن المشاكل التي تتخبط فيها شركة «تكمت» التي فوض لها المجلس الجماعي تدبير جمع النفايات الصلبة بأكثر من ثلثي مساحة مدينة مراكش، أمام تهاون المجلس الجماعي ولا مبالاته في تطبيق مقتضيات دفتر التحملات، والأخطر من ذلك أن مجموعة من الأحياء لا تمر منها شاحنات جمع الأزبال إلا مرة في الأسبوع، وأن حاويات الأزبال تتقلص يوما عن يوم بسبب ضياعها أو تحرق دون تعويضها بأخرى ، وما تبقى منها لا يخضع إلى الغسل والنظافة مما يجعلها في حد ذاتها تشكل خطرا بيئيا وصحيا.. هذا الوضع خلق استياء وغضبا في صفوف السكان ليس فقط من سوء أداء الشركة المذكورة ولكن من لامبالاة المجلس الجماعي الذي لم يعر أي اهتمام لهذا الوضع رغم مئات الشكايات التي توصل بها من مختلف الأحياء والتي وجهتها فعاليات المجتمع المدني من جمعيات ووداديات..