إن الوضع الاجتماعي المحتقن وغير المسبوق لم يعد يحتمل أشكال الخرجات الإعلامية غير الجدية التي أبان عنها السيد رئيس الحكومة في تعليقه على المسيرة العمالية الحاشدة والموحدة التي نظمتها المركزيتان الكونفدرالية والفيدرالية الديموقراطية للشغل يوم الأحد الأخير بالدارالبيضاء. فقد صرح السيد ابن كيران تعليقا على هذا الحدث النقابي والاجتماعي والاحتجاجي المهم، أن العمال خرجوا في أول ماي وفي آخره في صيغة تهكمية هجينة، تسخر بشكل غير أخلاقي من مآسي المغاربة، وتحتقر الجماهير الغفيرة التي حجت للمسيرة البيضاوية الحاشدة وفي تهكم واضح لا يليق برئيس حكومة يحمله الدستور الجديد للبلاد مسؤوليات جسيمة في مواجهة التحديات المطروحة على البلاد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وليكن في علم السيد رئيس الحكومة أن أصداء المسيرة الوحدوية التي دعت إليها مركزيتان نقابيتان مناضلتان ودعمتها هيآت وطنية حزبية وشبابية وحقوقية وازنة، كانت بمثابة دق لناقوس الخطر بعدما وصلت الأوضاع الاجتماعية إلى مستويات غير مسبوقة جراء التهرب من تفعيل نتائج الحوار الاجتماعي ومن الوعود الانتخابية التي كان يتبجح بها الحزب المعارض ومن التزامات التصريح الحكومي الذي مرت عليه شهور دون ظهور بوادر تطمئن الطبقة العاملة والطبقات المحرومة من المواطنين. إن المسيرة التي دعت إليها المركزيتان النقابيتان بالدار البيضاء تجاوزت في حجمها وشعاراتها ودلالاتها مجرد مسيرة احتجاجية عمالية، بل إن حجم الالتفاف الوطني حولها إلى مسيرة للأمل من أجل الدفاع عن مكتسبات المغاربة وحقوقهم في مواجهة التراجعات ونية التخلي عن التقدم الذي حققناه دستوريا واجتماعيا وينتظر بلورته سياسيا ومؤسساتيا. وباسم الفريق الاشتراكي، فإنني أنبه الحكومة إلى ضرورة تحمل مسؤوليتها التاريخية في ظل الدستور الجديد وأن تفي بالتزاماتها سواء بالنسبة للحوار الاجتماعي أو بالنسبة لمطالب الفئات المتضررة. وأعطي مثالا بالاعتصام الذي يخوضه مجموعة من أساتذة سد الخصاص بآسفي والذي ينذر بمأساة اجتماعية خطيرة في حالة عدم التدخل، خاصة وان المعنيين لا يطالبون إلا بحقهم في شهادة إدارية لن تكلف الإدارة شيئا، بالإضافة عن تعويضهم عن مدة عملهم، كما وقع بالنسبة لعدة حالات على المستوى الوطني.