في إطار السياسة التي تنهجها جامعة الحسن الأول، باعتماد الانفتاح والمقاربة التشاركية محورين أساسيين في برنامج تطويرها، وبتبنّي نهج التواصل الداخلي والخارجي، ومن منطلق أن الجامعة تعتبر نفسها مكوّنا وفاعلا لتنمية جهة الشاوية ورديغة، عقدت هذه الأخيرة بحر الأسبوع الفائت، لقاء تواصليا حضره والي جهة الشاوية ورديغة والنواب البرلمانيون والمستشارون ورؤساء المجالس الإقليمية بالجهة .اللقاء افتتحه الأستاذ أحمد نجم الدين رئيس جامعة الحسن الأول بتقديمه لعرض تطرق فيه للمحاور الرئيسية التي تحدّد مشروع تطوير جامعته، مع تسليطه الضوء على المنجزات الأساسية التي حققها خلال السنة المنصرمة. ويندرج هذا اللقاء، يضيف الأستاذ نجم الدين، في سياق "سياسة التواصل والانفتاح، التي نعتبرها خيارا استراتيجيا للرفع من جودة الإمكانيات التي يتيحها قطاع التعليم العالي بكافّة مكوّناته، إذ أنّ للجامعة رسالةً نبيلة لا تنحصر فقط في نشر العلم والمعرفة والثقافة، وإنّما تتخطّاها إلى المساهمة في التنمية الشاملة للبلاد وتطوير الحضارة الإنسانية والمساهمة في تعميق الهوية الإسلامية والوطنية، وذلك حسب المتطلّبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تحدّد السياسة الوطنية في هذا المجال". وفي ما يخص البرنامج المعد لتطوير الجامعة، أبرز رئيسها انه يمر عبر إجراءات تطبيقية ملموسة، تقتضي رؤية واضحة لترسيخ المكتسبات بالنظر إلى التغيير والتميّز والإشعاع الذي تعتمده الجامعة، مركّزا على أهمية تحسين الروابط بين التكوين والبحث العلمي، وزيادة وضوح التكوينات، وتنويع المسالك المهنية، وتعزيز إدماج طلبة الدكتوراه، مشيرا الى أنه وبالرغم من اعتبار جامعة الحسن الأول بسطات جامعات فتيّة، فإنها تعمل على إنجاح مهمّتها الثلاثية الأطراف: التكوين والتعليم والتربية، وإنشاء نسبة تأطير ملائمة، مع ضمان نظام فعّال للتقييم وتأمين الجودة، وكذا توطيد موقعها مركزاً للتكوين والبحث ذا شهرة وتخصصات متعددة. السادة عمداء الكليات ومدراء المدارس العليا التابعة للجامعة المذكورة، أعطى كل منهم سيرة ذاتية عن المؤسسة التابعة له مبررين الإيجابيات ، طارحين العراقيل التي تعترض السير العادي للتحصيل والدراسات العلمية . بوشعيب المتوكل والي جهة الشاوية ورديغة وعامل إقليمسطات ،اعتبر جامعة الحسن الأول قطب امتياز مدعم على مستوى الجهة والوطن، لافتا الانتباه إلى ضرورة انفتاحها على افريقيا والوجهة المغاربية بموازاة انفتاحها على أوروبا، بغية تحقيق مزيد من التواصل العلمي والمعرفي، إذ أن مغرب الغد يضيف الوالي يبتدئ بتعليم اليوم . وأضاف أن مجموعة من الدول الوازنة مستعدة لإقامة جامعات لها بالمغرب وما يعوزها هو إيجاد الأرض المناسبة، وهو ما يجب استثماره بإعطاء هذه الدول التسهيلات اللازمة لإنشاء هذه مؤسساتها الجامعية. وفي آخر كلمته أبدى الوالي استعداد الولاية للمساهمة في توفير سكن لائق بمستوى الأساتذة الجامعيين لتحفيزهم على الاستقرار بسطات حيث يدرسون. عبد الهادي خيرات الذي حضر اللقاء بصفته برلمانيا منتخبا من قبل ساكنة دائرة سطات، أبرز في تدخله كون جامعة الحسن الأول تحظى بموقع متميز، بقربها من العاصمة الاقتصادية ومطار محمد الخامس ومحاذاتها للطريق السيار وهي صفات تحفز على إقامة مزيد من المؤسسات ، متسائلا في ذات الوقت عن مصير كلية الطب التي كان مقررا لها أن تقام بسطات. وأضاف الأخ عبد الهادي أن هناك شروطا موضوعية لتواجد كلية الطب بسطات كون المستشفيات الجامعية بكل من الدارالبيضاء والرباط ومدن مماثلة لهما، تمتاز بالصفة الوطنية وتعرف ازدحامات يومية ما يستوجب التفكير في عدم إبقاء الأمور مركزة عليها، وبالتالي إقامة كلية الطب بسطات التي أضحى تواجدها هنا ضرورة ملحة لما سبق ذكره. خيرات تطرق في ذات اللقاء لمعاناة الطلبة الجامعيين مع السكن وتجدد هذه المعاناة مع كل دخول جامعي، مطالبا بإيجاد حل مناسب لهذه المعضلة، إما ببناء حي جامعي جديد أو إضافة أجنحة للموجود حاليا وتوسيعه لاستقطاب أكبر عدد من طلابنا، دون نسيان الأساتذة الجامعيين المفروض إيجاد سكن لائق لهم لدفعهم الى الاستقرار بسطات، كون المنطقة معروفة بمناطقها الخضراء وغاباتها الفسيحة وملعب الكولف. مركز البحث الزراعي الذي أنشأه الأمريكيون قبل سنوات وصرفوا عنه النظر حاليا، يقول عبد الهادي أنشئ أساسا للقيام بدراسات معمقة في المناطق البورية، فما مصيره اليوم يتساءل المتدخل ؟ ولماذا لا يتابع المكتب الجامعي أشغال هذا المركز ويواكبها في إطار البحوث والدراسات العلمية؟. دعم الدولة لجامعة الحسن الأول بسطات الذي يبلغ مليون درهم اعتبره الأخ خيرات جد ضئيل ،ويثير الضحك والاستغراب ،فما قيمة مليون درهم كدعم لجامعة بحجم جامعة الحسن الأول بسطات ولبحوثها ودراساتها العلمية؟. النائب البرلماني حسن طارق ثمن مجهودات الرئيس وعمداء ومدراء المؤسسات التابعة للجامعة، كما نوه بهذا اللقاء الذي اعتبره مبادرة أساسية للتواصل بين الجامعة والسادة النواب والمستشارين والمنتخبين الجماعيين، وكون الأخ حسن طارق من أطر جامعة الحسن الأول بسطات، فهو من الناحية العاطفية ينتمي للجهة ومستعد بمعية برلمانييها للمساهمة في دعم مشروع تطوير الجامعة. ونظرا لأهمية هذا اللقاء، طالب الأخ طارق بتنظيمه مرتين كل سنة جامعية ليكون مناسبة يقدم فيها السادة النواب انتظارات ومشاكل السكان للجامعة ، ويطلعون في الوقت نفسه على تطوير الفضاء، فجزء من مهمة البرلمانيين هو دعمهم للمشروع الجامعي لأن له علاقة بالتنمية وتطوير الجهة. وفي ختام كلمته طالب حسن طارق بالتركيز على التوصيات التي جاءت في المداخلات. باقي التدخلات انصبت على ضرورة الاهتمام بالمظهر الخارجي للجامعة كصيانة الطرق المؤدية لها، وإحياء المناطق الخضراء المحيطة بها والعناية بها. كما تطرق النواب البرلمانيون لمشاكل الطلبة مع الحي الجامعي، وتساءل أحدهم عن المقاييس المعتمدة في قبول الطلبة والطالبات داخله، ولماذا لايزال الاعتماد في تعيين مدراء الأحياء الجامعية مرتكزا على المقاربة الأمنية.