أصدرت غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالجديدة حكمها، مساءالخميس، القاضي بإدانة متهم بقتل والده مع سبق الإصرار والترصد بمنطقة اثنين اشتوكة، وأدانته بعشرين سنة سجنا نافذا. وتعود وقائع هذه القضية إلى شهر ماي من سنة 2010، حيث تم إشعار رجال الدرك الملكي بآزمور بضرورة التنقل إلى مركز الجماعة السالفة الذكر للتدخل على إثر اعتداء المتهم على والده المعاق بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. حيث انتقلت إلى مكان الحادث عناصر من الدرك الملكي التي وجدت المتهم فوق سطح بيتهم، شاهرا سكينا يهدد كل من حاول الاقتراب منه بالاعتداء عليه. وأمام هذا الوضع حاولت عناصر الدرك الملكي المتدخلة اقتحام المنزل الذي كان محكم الإغلاق بالمفتاح قبل أن تقترب والدة المتهم لتفتحه، حيث صرحت أمامهم أن المتهم الذي هو ابنها الأكبر قام بالاعتداء على والده بالضرب وعلى كل من حاول تخليصه منه، إذ عمد هذا الأخير إلى إخراج والدته المكلومة وإخوته من البيت قبل أن يستفرد بوالده المعاق الذي لا حول ولا قوة له، وحاولت عناصر الضابطة القضائية مجاراة المتهم والتحدث إليه من بهو المنزل الذي كان يراقب الوضع به من فوق سطح المنازل لتفادي الوقوع في يد الدرك الملكي، قبل أن يتخلص من السكين ويقرر الهروب من الجهة الخلفية للبيت قبل اعتقاله من طرف الدورية الدركية، في حين تم تقديم الإسعافات الأولية للأب الذي كان مجردا من الثياب، حيث تم نقله بعد ذلك بواسطة سيارة الإسعاف صوب المستشفى المحلي بمدينة أزمور حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالضرب والجرح اللذين تعرض لهما على يد ابنه العاق. وأثناء الاستماع إلى والدة المتهم من طرف عناصر الضابطة القضائية صرحت أنها زوجة الوالد المعتدى عليه، المتقاعد من التعليم وأنجبت منه ستة أبناء، قبل أن يصاب بمرض أقعده الفراش ولم يعد بمقدوره العمل، إذ فقد قوته العقلية والجسدية وأصبح ملازما لمقعد متحرك. ومنذ شهور، تنازل عن بيت العائلة لوالدته الموجود بالبيضاء، ولما اكتشف ابنه العاق المتهم الأمر، غضب غضبا شديدا ولم يقبل بذلك. وأضافت الوالدة أمام عناصر الضابطة القضائية أن المتهم عاد ليلة الحادث في حالة سكر، فاستل سكينا وتوجه صوب والده وأمسكه من قفاه وطوح به من فوق الكرسي، ثم شرع في توجيه الضربات تلو الأخرى لأبيه العاجز عن الحركة فتدخلت هي في محاولة للحيلولة دون تعرضه للمزيد من الأذى، ما حدا بالمتهم الذي هو ابنها في نفس الوقت الى توجيه لكمة إليها على مستوى وجهها ثم قام بإخراج جميع من كان في المنزل وأغلق الباب.