لم يتعرض حيوان لظلم تاريخي مثلما تعرض له الحمار، وفي المغرب كان هذا الظلم أقسى، لأنه ظل لعقود يرمز في بلدنا إلى كل أنواع التحقير والحط من الكرامة. لكن وفي عصر حقوق الانسان ، يبدو أن الحمير في طريقها إلى استرجاع كافة حقوقها الحيوانية، وبالضبط في المغرب الذي عانت فيه لعدة قرون. فبعد مسابقة أجمل حمار التي تستقطب اهتماما إعلاميا عالميا، هاهي في مدينة فاس العتيقة، حققت مكاسب عدة وأهمها أوقات العمل المنظمة، وقت الراحة، الحق في اختيار أكلاتها المفضلة، ثم ، والأهم من ذلك، الحق في الرعاية الصحية. وللذي يعتقد أن الأمر قد يتعلق بمزحة، نحيله على السيد عزيز البدراوي الذي أقام شركة في فاس «أوزون» لجمع القمامة من أزقة المدينة القديمة، وهي مهمة لا يمكن سوى للحمير القيام بها بسبب ضيق هذه الأزقة. شركة البدراوي تضم أزيد من 90 حمارا، لكل واحد سائسه، تحظى بعناية كاملة، فالحمار يشتغل يومين، أوقات عمل مضبوطة، ويرتاح يوما، يتناول أكلاته المفضلة من بقايا الخضر التي يجلبها من السوق المركزي، يحظى بكامل الرعاية الصحية ويتم تنظيف أسنانها حتى لا تفسد! وبجملة واحدة، حمير تؤدي واجبها على أحسن ما يرام وتنال حقوقها بالكامل!