عاشت باريس أمس الثلاثاء على وقع احتفالات تنصيب الرئيس الجديد بقصر الاليزي وجولة الرئيس الجديد بشارع الشونزيليزي بالسيارة، ثم بعد ذلك قام الرئيس الجديد بزيارة قوس النصر ووضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول. تنصيب فرنسوا هولند، الرئيس الجديد للجمهورية الفرنسية بقصر الاليزي، تم بحضور كل الشخصيات المهمة المدنية والعسكرية التي تسهر على تدبير الجمهورية الخامسة. وقد وجد الرئيس الجديد في استقباله الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وبدأ اللقاء باستقبال على الجادة الموجودة بالساحة الأساسية للقصر، بعدها اختلى الرجلان من أجل تسليم مفتاح الأسلحة النووية، وكذلك بعض الأسرار الخاصة التي تخص الجانب العسكري أو بعض القرارات السرية التي التزمت بها فرنسا، مثلا سنة 1981 تسلم الرئيس فرنسوا ميتران سرا من ڤاليري جيسكار ديستان، وهو سر يخص اتفاقا مع أنوار السادات وعدد من البلدان الغربية حول عملية تصفية العقيد معمر القدافي، وهي عملية سوف يتم التخلي عنها لاحقا، ومن الصدف أنه في سنة 2011، كانت فرنسا تقود الدول التي سوف تتخلص من نفس النظام. ما ميز احتفالات الرئيس الجديد، هو البساطة وغياب عائلة فرنسوا هولند وأبناؤه عن الاحتفال بتسليم السلطة، على خلاف الرئيس السابق الذي أعطى لهذا الحفل بهرجة خاصة. وتميز هذا الحفل بإعلان رئيس المجلس الدستوري ميشيل دوبري رسميا فوز رئيس فرنسوا هولند، باعتباره الرئيس 24 للجمهورية الفرنسية. وفي كلمته أمام الحضور، قال الرئيس الجديد إن فرنسا بلد كبيرو عرف دائما عبر التاريخ كيف يواجه التحديات، وكان دائما بلدا منفتحا ولا يحني رأسه، كما رفع تحدي مواجهة الأزمة التي تعاني منها فرنسا، وهي ارتفاع الديون وارتفاع البطالة ووضع أوربي صعب. وأكد الرئيس الجديد أن فرنسا لها طاقات خاصة بها لمواجهة هذا التحدي الجديد. ودعا، في أول كلمة له، إلى الوحدة والتوافق والتلاؤم بين جميع الفرنسيين، ووعد باحترام المسؤوليات الدستورية لكل مؤسسة وعدم التدخل في كل الملفات، واحترام الفرنسيين من كل الأصول ومواجهة الميز بكل أشكاله. طبعا، بعد ذلك سوف يعلن الرئيس الجديد عن وزيره الأول، إنه رئيس الفريق الاشتراكي بالبرلمان جون مارك أيرو. ويبدو أنه، لأول مرة، سيكون الرئيس الفرنسي ووزيره الأول لم يتحملا قط أية مسؤولية بالجهاز التنفيذي. جون مارك أيرو، بعد ذلك، سوف يقوم باختيار وزرائه. ومن المؤكد سوف تعرف أسماء المرشحين المحظوظين يوم الأربعاء، بعد منصب تسليم السلط وغداء بقصر الجمهورية مع الوزراء الأولين السابقين للحزب الاشتراكي، بعدها سوف يطير الرئيس الجديد نحو برلين من أجل اللقاء بالمستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل. وسيكون لقاء تعارف من أجل مواجهة الملفات الكبرى لأوربا وتقريب وجهات نظرها حول الجمع بين سياسة التقشف المالي وسياسة النمو التي دعا إليها الرئيس الجديد. الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، يبدو أنه يريد أخذ مسافة مع السياسة، وهناك مصادر تتحدث عن اختياره المغرب لقضاء أغلب وقتهو حيث اشترى السنة الماضية منزلا بمراكش مع زوجته كارلا بروني ساركوزي. الرئيس الجديد فرنسوا هولندو لن يأخذ قسطا من الراحة، فبعد اللقاءات الأوربية وتنصيب الحكومة الجديدة سوف يشارك في قمة الثماني بالولايات المتحدةالامريكية، كما ستكون له في 17 من ماي قمة مع الرئيس الأمريكي بارك أوباما، وسيكون موضوع انسحاب القوات الفرنسية من افغانستان موضوعا أساسيا، بالإضافة إلى سيناريوهات الخروج من الأزمة.