يعاني، هذه الأيام، الزجال المبدع وكاتب الكلمات عمر التلباني، من وضع صحي جد حرج يستوجب الاهتمام به من طرف المسؤولين وإحاطته بعناية خاصة تليق بمبدع كبير قدم الشيء الكثير للأغنية المغربية طيلة سنوات عديدة . فقد بصم المبدع التلباني على أغاني مازالت تتردد على ألسنة الكثيرين من الكبار والصغار، ومازال صداها بل أنغامها، ومعانيها الهادفة، تتردد على كل لسان، حينما تبث في الإذاعات و القنوات التلفزية، وتقدم في جميع المناسبات.. هو الآن، يعاني، وحيدا، في حجرة ضيقة في أحد أحياء الحي المحمدي، حيث، بالرغم من الألم و المعاناة، استقبلنا، بابتسامة تنم عن حس مرهف وصبر استنفد كل طاقاته أمام جبروت الحاجة والفقر، وبدأ يسرد تاريخ إبداعه منذ سنة 1967، حيث بدأ مشواره الفني صحبة الفنان المبدع أنور حكيم، ثم توالت شمس الإبداع مع كل من عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي ومحمد الحياني وعزيزة جلال إلى يومنا هذا، حيث كانت أغاني: «الشمس والغربال» و«مالك هكذا يا إنسان» ... و«لا تعاتبني»، آخر العنقود في سلسلته الإبداعية صحبة الفنان عبد الوهاب الدكالي. ورغم التحفظ الكبير ومحاولة منه عدم الغوص في بحر الشكوى، لا يقصد منها أي استجداء.. فقد لمسنا عبر نظراته أنيناً داخلياً، يحتاج إلى التفاتة إنسانية و تكريمية تجاه مبدع أعطى بصدق وتفان لتطوير الأغنية المغربية الصافية و النقية .. ذلك أن المبدع عمر التلباني، وهو الآن، في دوامة المعاناة والألم مع «داء الكلي» لم يفصح عن أنه لا يتوفر على تغطية صحية، و أنه يكتفي بأجره الزهيد الذي يتقاضاه عن تقاعده، بل أفصح عن ذلك وضعة المعيشي ومحيطه السكني، وبعض الأصدقاء من الجيران، الذين يجد في بعضهم بعض الرعاية على «قدر الحال».. عمر التلباني، في زيارة لملحق «إعلام وفنون» لمقر «سكناه» لم ينبس ببنت شفة تفيد الاستجداء، إنما عيناه تقولان، أريد فقط بعض عطاء مقابل ما أسديته بصدق خدمة للأغنية المغربية تخفيفا للألم و المعاناة..