أيام الخميس والجمعة والسبت 10 / 11 /12 ماي الجاري، تنظم جمعية الباحثين الشباب في اللغة والآداب، بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة مكناس تافيلالت، ودعم الجماعة الحضرية مكناس، مجلس جهة مكناس تافيلالت وجامعة المولى إسماعيل، ةندوة كبرى حول تيمة «تجليات الحب في الرواية والمغربية»، وذلك في ثلاث جلسات. وجاء في أرضية الندوة التي قام بصياغتها الناقد والروائي محمد برادة: «أجمعتْ الأساطير والحكايات والمُرددات الشعبية في مختلف الثقافات،على حضور متميز،جوهري،للحب في حياة الإنسان الباحث عن نصفه الآخر،من أجل أن يرتاد الاستقرار في عالمٍ موحش مليء بالمخاطر. والحبّ يستمد قوته وديمومته من تجذره في ثنايا الجسد والروح،من غريزة الجنس والشهوة وتلاوين الإيروسية الغاوية، المُغوية، ومن سطوة المخيلة وأحلام الليل والنهار...الحبّ من هذا المنظور،هو زيت مصباح،ومِدادُ قلمٍ،وإنجيلُ حِداد على مرّ العصور؛يأوي إليه العاشقون السعداء والأشقياء على السواء. وتنتصب «ألف ليلة وليلة «ذخيرة ومنجما لقصص الحب الخارق،ومحكيات المحبين المُولّهين،الباحثين في دياجير الليالي عن الروح الصنو،نابعة ًمن الأرض أو زائرة من السماء. ذلك أن ألف ليلة،في نهاية التحليل،وحسب قراءة جمال الدين بن الشيخ،هي رواياتُ حب،حيث يتجسد الصراع الأبدي بين :» الرغبة والقانون،وسواء انتصر أحدهما في حالةٍ أو انهزم في أخرى،فليس للأمر أي أهمية. ليس الهدف تخصيص الحب بمصير سعيد أو تعِس،بل هو تشخيص التّولُّه الشغوف،سواء اختُتم بالفرحة أو التعاسة.وستستمر شهرزاد في الظهور دائما لتتحدث عن خلود هذا البحث عن الذات ...»(ألف ليلة أو القول الأسير،ص17). هي مُعضلة ُالبحث عن الذات إذن، ما يجعل الحب يكتسي بجميع تجلياته،الأهمية القصوى في حيوات الناس.إنه يغدو السؤال الأوّلي المُفضي إلى ملامسة تفاصيل الوجود ومُبرراته .وهو في الآن نفسه، استكشاف للحياة الداخلية واستجلاء لمتاهة العواطف وتناقضات العقل والإحساس . وفي المقابل،نجد أن الرواية الحديثة انبنتْ على تجسيد القطيعة بين البطل ومُحيطه،بين الفرد والمؤسسة الكابحة جموحَه وغلواءه. من ثمّ ،يعتبر نُقاد كُثر أن الرواية هي الجنس التعبيري الذي يتساءل ، بامتياز،عن تكوين الفرد والفردية في معناهما الإيجابي وفي وصفهما قيمة ًضرورية لإرساء تعاقُد اجتماعي يُقرّ حرية َ الفرد ومساهمته في بناء المجتمع . من هنا تقصّدت الرواية،حسب توماس بافيل،تصوير « الإنسان الفرد وهو يواجه صعوبة َالسّكَنِ في العالم «. وأنْ يسكن الإنسان العالم معناهُ أن يجدَ توازنا يروي مشاعره ويجعله يُقيم علائق سليمة بين الذاتية والغيْريّة.والحبّ بكل ما يشتمل عليه من مرموزية (le symbolique) ،هو في قلب هذا السّكَن المُسعف على الارتقاء إلى الأنْسَنة والإنسية والأنس. خمائل تظللها الأحلام والأطياف الرومانسية، لكنها في الآن نفسه ترتدي لبوسات اليوميّ وتجلياته الواقعية، كما تخترق جحيم المجتمعات الصناعية والتكنولوجية ودُوار الصور الرقمية...من ثم لم يعد الحب يُعشّش في فضاء يعلو على الأرض، بل بات ملتصقا بهموم العيش وصراع الذات المأخوذة في دوّامة السرعة وفتنة الإيروس . والرواية العربية لم تشذ ّ عن هذه السيرورة التي طبعت الرواية الكونية ولوّنتْ علاقتها بالحب في تجلياته المتباينة. منذ صدور رواية « زينب « مطلعَ القرن العشرين،تسلل إلى أسماعنا صوتُ «حامد» المثقف الممزّق ،الغريب في وطنه، شاكيا ًالتقاليد التي أبعدتْه عن محبوبته وحكمت عليه بمعانقة الوحدة والألم الصامت، فيما زينب الفلاحة العاشقة تعانق فكرة الحب الرومانسي وتلفظ أنفاسها فداء لمن أحبته. ومنذ ذاك،والرواية العربية تلاحق تجليات الحب المستجدة، بعيدا من سماوات العذرية وغلائل العواطف التجريدية. اكتسب الحب في رواياتنا التجلياتِ الإيجابية َ وما يناقضها، وارتدى تباريح الأشواق وعنف الغيرة وصراع الأضداد... وفضلا عن ضرورة توظيف الحب في حبْك الرواية وتجديل ضفائرها فإنه ارتدى كل الأزياء التي تمتدّ من العوائق الخارجية إلى تعقيدات النفس ونزواتها المتقلبة . الحب عنصر مسرة وبهجة وتحرّر، وفي الآن نفسه محفل للحزن والمأساة وانكسار الرغبة . لكنه في جميع الحالات،يظل الحافز الدافع للفعل وردوده،للمغامرة والانطواء،ومن خلاله يُقطّر الفرد عواطفه وتأملاته،ويبلور أفق التعالي الذي يُضفي معنى على حياته القصيرة فوق الأرض . من هذا المنظور المتعدد،الشائك، الفاتن، نريد أن نحرّك مرايا التأمل لالتقاط بعض تجليات الحب في الرواية المغربية والعربية. وهي ولا شك،تجليات ثريّة في موضوعاتها وأشكالها ولغاتها اللامحدودة. تجليات تُعيدنا إلى قراءة الثّاوي بأعماقنا ، المُهدَّد بالخمول والاندثار أمام ما نعيشه من مآزق وعنف وتشييء . من ثم لجوؤنا إلى الحب بوصفه قيمة شمولية حفّازة على التساؤل والاستبطان ومراجعة الذات . وما نتطلع إليه أيضا هو الاقتراب من حوار حميمي يتوخى الفهم والتفاعل قبل المنهجية العلمية والتحوط الأكاديمي. لأجل ذلك نرجو اعتبار منطلقات الحوار المقتَرحة مجرد تعلة للعثور على كلام صادر عن «تفكير القلب« ومخزون التجربة،وإبداع القراءة». ويركز المؤلف على الطبيعة المعقدة والتعددية والمتفاوتة للعولمة الثقافية، مع محاولة لتوضيح أن هناك أبعادا متعددة للعولمة تعكسها تواريخها وعملياتها وصيغ ترابطها المختلفة، ويشير إلى أن عمليات العولمة ليست بمعزل عن الثقافة أو الثقافات؛ لأنها هي التي تشكل هذه العمليات وذلك ضمن مؤثرات أخرى، وبالقدر نفسه تكون الثقافة محصنة ضد عمليات العولمة، بل إنها هي التي تعبر عنها ولو جزئيا على الأقل، أضف إلى ذلك أنه بينما تقوم العولمة بتنشيط وتنمية الثقافة وتمزيقها فى الوقت نفسه، فإن الثقافة يمكن أن تكون أكثر الطرق مباشرة في ممارستنا للعولمة. ويرى المؤلف أن هناك وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كانت الرأسمالية والقوة الأمريكية أو أي مؤثر آخر من الممكن أن يفرز ثقافة كونية واحدة؛ والحقيقة أنه على مدار الكتاب تتضح إشكالية القول بأن العولمة الثقافية تحكمها قوة أو سلطة خاصة؛ وذلك لأنه ينبغي النظر إلى العولمة الثقافية؛ على نحو أكثر دقة، كظاهرة متعددة المراكز تسهم فيها سلسلة من المصادر والقوى والمؤثرات. يقع الكتاب في 300 صفحة من القطع الكبير ويحتوي على سبعة فصول.