المباراة بين حسنية أكادير والدفاع الحسني الجديدي، برسم الدورة 28، كانت من كل الجوانب، مباراة معاناة حقيقية جعلت الجمهور، ثم الفريقين المتباريين، ضحية عبث تقلبات البرمجة المزاجية والعشوائية. فاللقاء كان مقررا أن ينطلق في الساعة الثالثة بعد الزوال، فإذا بمسيري الحسنية يتوصلون يوم الجمعة ليلا باتصال، وليس وثيقة مكتوبة، يخبرهم أن لجنة «الغيبيات» قد قررت تغيير موعد إجراء اللقاء من الثالثة الى الساعة الخامسة بعد الزوال، مما خلق «لخبطة» حقيقية بالنسبة للفريقين، وبالأخص بالنسبة للجمهور، والذي كان جانب مهم منه من طالبات وطلاب الجامعة، وتحديدا من طلاب المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير أكادير، والذين جاؤوا الى ملعب الإنبعاث للقيام بحملة تحسيسية تدخل في إطار محاربة شغب الملاعب، ناهيك عن مكونات الإعلام الرياضي المحلي والوطني، والذين جاؤوا الى الملعب حوالي الساعة الواحدة والنصف زوالا لحضور فعاليات الحملة التحسيسية، فإذا بهم يفاجؤوا بأن المباراة تم تأخيرها بساعتين. لا حاجة الى التأكيد على أن هذا الإستهتار البرمجي قد خلق حالة استياء عام لا نعتقد أن الشلة المسؤولة عن لجنة البرمجة تقدرها حق تقديرها. وهو على كل، الإستياء الذي انطلقت على إيقاعه المباراة التي كانت قوية، واجه فيها الفريق الأكاديري خصما عنيدا أظهر كل قدراته في تنافس رياضي شريف. ولأن الفريق الجديدي استفاد خلال الشوط الأول من عامل الرياح القوية التي هبت على أكادير هذا اليوم، فقد مارس ضغطا على معترك الحسنية وخلق بعض الفرص التي صدها الحارس بوخريص وخط الدفاع الذي قاده في هذه المباراة كل من الشجيع والإيفواري دياموندي. لكن ابتداء من الدقيقة 25 ما لبث الفريق الأكاديري أن استعاد المبادرة وضغط بقوة على مرمى أيوب لاما. وقد اتيحت لكل من الفاتحي، وباتنة، وباتريك فرص للتهديف ضاعت بفعل التسرع، ولسوء الحظ كذلك. خلال الشوط الثاني استمر نفس السيناريو، وتمكن الفريق الأكاديري من خلق فرص تهديف حقيقية، حيث صدت العارضة الأفقية لمرمى الفريق الجديدي ما لا يقل عن كرتين. كما أن التكتل الدفاعي للزوار عقد مهمة المهاجمين الأكاديريين.. ورغم التغييرات التي عرفها هذا الشوط بإقحام طارق السعدي كبديل للبيساطي، وليركي كبديل للحجاوي، فلم يتمكن المحليون من تسجيل هدف الخلاص الذي كان سيبعدهم بشكل ملموس عن المنطقة المكهربة. هذا مع الإشارة الى أنه خلال فترة احتساب الوقت بدل الضائع، بدا لنا أن حكم اللقاء السيد بوليفا، من عصبة الشمال، قد أغفل الإعلان عن ضربة جزاء للفريق الأكاديري بعد إسقاط أحد مهاجميه داخل مربع الفريق الزائر. و نتمنى أن تكّذبنا لقطات التلفزة.