أقرت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية القائمة النهائية لأسماء المرشحين المؤهلين لخوض سباق اول انتخابات رئاسية بعد الثورة المصرية، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. نقدم هنا سيرا موجزة للتعريف بالمرشحين المؤهلين للتنافس في الانتخابات الرئاسية في مصر التي ستجرى في 23 و24 من الشهر المقبل. اشتهر أبو العز حسن علي الحريري (68 سنة) بمعارضته سياسات النظام السابق ودخل العديد من المعارك مع كبار الشخصيات والمسؤولين، سواء في الحكومة أو الحزب الوطني الحاكم إبان حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ويضع أبو العز الحريري برنامجاً انتخابياً تحت شعار «العلم هو الحل»، ويرى ضرورة لملمة الاقتصاد المهلهل، وتصفية الفساد «من سياسات ومؤسسات وأفراد»، كما يرى أنه من المهم محاكمة كل الجناة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وعزل قوى «الثورة المضادة» عن توظيف القدرات التي امتلكتها خلال العهد السابق، مع العمل على استنهاض همم الشعب لإنجاز ما يتوافر من إمكانيات ومشروعات، ليست في حاجة ماسة إلى تمويل أجنبي. أحمد شفيق يعد أحمد شفيق(71 سنة) أحد المسؤولين المقربين من مبارك إبان حكم الأخير . في دجنبر2011 أعلن شفيق نيته للترشح لرئاسة مصر مما أثار حفيظة البعض الذين رأوا أنه سوف يعيد إنتاج نظام مبارك من جديد حال فوزه بالرئاسة، خاصة أن الرجل كان واحداً من أركان نظام مبارك لسنوات طوال. وفي 5 أبريل 2012 قدم شفيق أوراق ترشحه رسمياً للجنة الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل بعدما جمع أكثر من 62 ألف توكيل ممن يحق لهم التصويت، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد ب30 ألفاً. أحمد حسام خيرالله بحكم طبيعة عمله الأمني، كان خير الله (67 سنة) بعيداً عن المشهد السياسي إبَّان حكم الرئيس السابق حسني مبارك، لكنه كان من معارضي مشروع توريث الحكم لجمال مبارك نجل حسني مبارك. في 2 يناير 2012 أعلن خير الله ترشحه لرئاسة الجمهورية في مصر، وقد رشحه بالفعل حزب السلام الديمقراطي الممثل في البرلمان. يقول خير الله عن سياسته: «سيكون لي قرار مستقل و لن أكون تابعاً لأحد، فسياستنا الماضية كلها كانت سياسة رد الفعل، وبالنسبة لبرنامجي فأنا أرى أن الحاجات الأساسية في الأمن القومي هى التعليم والصحة والبحث العلمي». حمدين صباحي اسس حمدين صباحي (58 سنة) حزب الكرامة العربي الناصري عام 1996 . برز اسم صباحي مرشحاً محتملاً لرئاسة الجمهورية بُعيد ثورة يناير في مصر. وهو معروف بمعارضته الشديدة للنظام السابق، وبمواقفه المتشددة تجاه إسرائيل وبتأييده للقضية الفلسطينية. وقد لاقى ترشح صباحي ترحيباً في أوساط الثوار وذوي التوجهات القومية العربية. على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت يظهر الشعار التالي لصباحي مكتوباً بجوار صورته التي تتصدر الموقع: «العلاقة الآثمة بين المال والسلطة سرقت من المصريين حقهم في السلطة وفي الثورة»، في إشارة إلى ما كان يُعرف ب «زواج المال والسلطة» في عهد الرئيس السابق مبارك، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وبروز طبقة رجال الأعمال النافذين في الحياة السياسية. خالد علي يعد المحامي خالد علي أصغر المرشحين سناً (40 سنة) ، ويوصف بأنه يساري بارز وناشط حقوقي. ساهم خالد علي في إنشاء عدد من اللجان التي تدافع عن الحقوق السياسية والعمالية، منها «لجنة التنسيق للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية»، التي تأسست عام 2001 لمواجهة انتهاكات انتخابات الاتحاد، و»جبهة الدفاع عن المتظاهرين في مصر»، التي تأسست عام 2008 للدفاع عن حقوق المواطنين في النزول إلى الشوارع للتظاهر. يقول خالد علي إن ترشيحه جاء من قبل مجموعة من العمال والثوريين. ورداً على سؤال حول ما يميزه عن باقي المرشحين، قال علي: «أختلف عن الآخرين في شيئين: أولا، أنتمي إلى جيل مختلف ... وثانيا، أتبنى خطاباً مختلفاً ينحاز إلى جانب الناس»، معرباً عن أمله أن يضع النظام القادم «حداً للفقر». محمد سليم العوا عرف العوا (70 سنة) كمفكر إسلامي مهتم بالحوار بين الحضارات والأديان والمذاهب. يقول العوَّا في أحد الفيديوهات المنشورة على موقعه على الإنترنت، إنه يسعى لأن يجعل الفقراء يتغلبون على فقرهم لا أن يكونوا ضد الذين ألحقوا بهم الضرر. وفي ما يتعلق بالشأن الاقتصادي، يؤيد العوَّا الحرية غير المقيدة للمشروعات الصغيرة وإلغاء البيروقراطية الحكومية. ويقول إنه يدعم علاقات «متوازنة» مع الغرب، خصوصاً مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقا لشريط فيديو منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وبخصوص إسرائيل، يقول العوا إن مصر تسعى إلى علاقات «طبيعية» معها باعتبارها «عدواً» نحن على «هدنة» معه. عبد الله الأشعل أعلن الأشعل (67 سنة) تأسيس حزب سياسي تحت اسم «مصر الحرة» . يتلخص برنامج الأشعل الانتخابي في إطار عام قدمه منذ عام، وهو عبارة عن مبادرة طالب فيها بتكوين مجلس حكماء من 100 شخصية مصرية مستقلة من رموز المجتمع من أهل الفكر والرأي والكتاب والصحفيين مجردين من المصالح الشخصية وليست لهم مطامع سياسية ليضعوا دستوراً جديدا للبلاد ويتولوا الإشراف على الانتخابات الرئاسية. عبد المنعم أبو الفتوح يعمل الدكتور أبو الفتوح (61 سنة) طبيباً وهو أمين عام اتحاد الأطباء العرب منذ عام 2004 . في فترة حكم مبارك، تعرض أبو الفتوح للاعتقال مرات عدة. فقد اعتقل عام 1981 في حملة اعتقالات ضد الجماعات الإسلامية آنذاك، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات في محاكمة عسكرية ضمن عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. ثم اعتقل مرة أخرى عام 1995 لصلته بجماعة الإخوان المسلمين. لعبد المنعم أبو الفتوح برنامجٌ انتخابي منشورٌ على موقعه على الإنترنت، وهو يتضمن خمسة تعهدات أساسية بالإضافة إلى 11 مشروعاً قومياً كبيراً «لبناء مصر القوية».من بينها أن تصبح مصر من أقوى 20 اقتصاداً في العالم خلال عشر سنوات من تولي الرئاسة، وبتطبيق حد أدنى وأقصى للدخول وبصرف إعانة بطالة للعاطلين عن العمل. عمرو موسى خلال 10 أعوام قضاها بين جدران الخارجية عمل فيها جنباً إلى جنب بجوار الرئيس المخلوع حسني مبارك، بزغ نجم موسى (76 سنة) بصورة كبيرة حتى رشحه البعض في السنوات الأخيرة قبل ثورة 25 يناير لخلافة مبارك. في 10 غشت 2011 أطلق موسى حملته الانتخابية متعهداً بإجراء إصلاحات في جميع المجالات وبناء «نظام جديد» من الحكم حال اختاره المصريون رئيساً جديداً لهم. وكان أكبر تحد يواجه موسى آنذاك، وهو الذي كان وزيراً للخارجية إبَّان حكم مبارك في التسعينات، هو أن يثبت للمتشككين أنه ليس جزءاً من النظام القديم الذي ثار عليه المصريون، فقد قال موسى في تصريحات له إن «المسألة ليست الحرس القديم أو الحرس الجديد.. لكن المسألة هي إما أنك كنت ضمن فاسدين ضروا البلد بصورة كبيرة أو من الناس الذين عملوا وأدوا واجبهم بأعلى مستوى يقدرون عليه» . وعندما سُئل موسى عن أجندته السياسية للجمهورية المصرية الثانية، أجاب: «مصر في حاجة إلى إعادة بناء الجمهورية الثانية، وعنوان أجندتي هو أن نقوم على إعادة بناء مصر أولا من الدقيقة الأولى لبدء هذه الجمهورية، والرئيس القادم يجب أن يبدأ عمله بإنهاء قانون الطوارئ وطرح رؤية اقتصادية، ومراجعة كل الملفات عبر ورش عمل منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، وإضافة إلى كل ذلك سوف أركز اهتمامي على دعم الصناعات والمشروعات الصغيرة لإنهاء أزمة البطالة» . محمد فوزي يرى البعض أن خلفية محمد فوزي (67 سنة) البوليسية تُعد عائقا في سباقه الرئاسي نظرا للعلاقة المتوترة بين الشعب وأجهزة الداخلية، لكنه ظل حاضرا في سباق الرئاسة ومازال ينافس بثبات. ويوضح على موقعه الرسمي وفي أكثر من لقاء تلفزيوني قائلا: «إن البرنامج يقوم على تعامل إنساني واحترام متبادل بين الطرفين لا يتعارض أبدا مع تطبيق القانون بكل حسم على من هو خارج على القانون، مع الاستمرار في معاملته كإنسان، ومن لا يقبل ذلك من الضباط أو من لا يستطيع أن يجمع بين تطبيق القانون بحسم والتعامل الإنساني المهذب مع الجميع ، فإنه لا يكون أبدا ضابطا ناجحا، ولذلك فإن المشكلة حاليا لا تكْمن كما يتردّد الحديث عن إعادة هيكلة الشرطة، ولكن الحديث يجب أن يكون عن إعادة مفهوم الأداء الإيجابي والاجتماعي لرجل الشرطة». محمد مرسي رشح محمد مرسي (61 سنة ) من حزب الحرية والعدالة وهو أمينه العام. تعرض محمد مرسي لمضايقات السلطات تحت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وحوكم عدة مرات مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي كان يُشار إليها قبل الثورة ب «المحظورة». سُجن مرسي عام 2006، ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، ثم عادت السلطات إلى اعتقاله أيضا في يناير عام 2011 قبيل اندلاع الثورة التي أطاحت بمبارك في فبراير من العام ذاته. ويمثل محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر) لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2012 . ويخوض الانتخابات ببرنامج «مشروع النهضة» الذي يمثل برنامجه الانتخابي. وأكدت الجماعة في بيانها أن لديها «مشروعاً لنهضة الوطن في مختلف المجالات، وأن مرشحها يحمل هذا المشروع الذي يؤيده الشعب المصري، وتسعى الجماعة والحزب إلى تحقيقه لتعبر مصر إلى بر الأمان، وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب» . محمود حسام الدين جلال يرأس محمود حسام الدين (48 سنة) مجموعة من الشركات الاستثمارية العاملة فى مصر والعالم العربى وثلاث جمعيات أهلية خيرية إسلامية. وتتركز أولويات برنامجه الانتخابي في الإصلاح الاقتصادي والأمني بالدرجة الأولى. فعلى المدى القصير، يهدف البرنامج إلى إعادة الأمن وتطهير هيئة الشرطة من بعض الفاسدين، ووضع معايير التعاون بين الشعب والجهاز الأمني، وإعادة الثقة لضباط الشرطة وأفرادها، ووقف تهريب الأموال خارج البلاد، وإعادة التوازن الاقتصادي والدفع بعجلة الإنتاج لتحقيق مطالب الشعب. هشام البسطويسي برز اسم هشام البسطويسي (61 سنة ) في عهد النظام السابق بمواقفه المدافعة عن الحقوق وخاض معارك للمطالبة باستقلال القضاء. تصدى البسطويسي لممارسات النظام السابق في تزوير الانتخابات ، حيث كشف تزويراً في الانتخابات البرلمانية عام 2005 في دائرة أحد أقوى رجال النظام السابق، وهي دائرة زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وقتها. . تقوم مبادرة البسطويسي على تشكيل مرشحي الثورة مجلساً رئاسياً تصدر قراراته بأغلبية الأصوات ويلتزمون جميعا بتحقيق أهداف الثورة ومطالبها لدورة رئاسية واحدة على أن يتم تكليف أحزاب الأغلبية في البرلمان بتشكيل حكومة ائتلافية تمثل جميع القوى السياسية لوضع البرامج الكفيلة بتحقيق الأهداف المشار إليها وتنفيذها بالتشاور مع مجلس الرئاسة.