شهدت الحملة الانتخابية الفرنسية في دورها الثاني اقوى لحظاتها ،في اطار مواجهة تلفزية قوية وعنيفة بين مرشح اليمين المنتهية صلاحيته نيكولا ساركوزي والمرشج الاشتراكي فرنسوا هولند.وعلى خلاف ما كان منتظرا لم يتمكن الرئيس السابق من التفوق على خصمه الذي ابرز على قوة في المواقف ودراية كبيرة بمختلف الملفات .وكانت اقوى لحظات هذه المقابلة حول الطاقة المتجددة والطاقةالنووية والديون والوظيفة العمومية والهجرة الاسلام والتي ابرزت اختلافات المرشحين .ونالت هذه المقابلة اهتمام الفرنسيين حيث وصل عدد المشاهدين 20 مليون فرنسي . فيما يخص التهديد الارهابي في منطقة الساحل طالب فرنسوا هولند بمساعدة مالي وموريطانيا والعمل على اطلاق سراح الرهائن الفرنسيين 8 الرهائن بالمنطقة.بالنسبة لساركوزي الخبر السار هو الانتخابات الناجحة بالسنغال اما في مالي والنجير فتأسف للوضع لان هذه البلدان ليس لها الوسائل لحراسة المنطقة.وركز على دور الجزائر ودول المنطقة ودور بلدان مثل فرنسا لمساعدتهم في هذه المهمة. حول اورباايضا كان النقاش ساخنا حول مستقبلها وماذا يمكن تغييره وهل يمكن الاستمرار في نفس الوضع الذي تعرفه اورباحاليا وهو ما عبر عنه فرنسوا هولند برغبته في اعادة النظر في الاتفاق الاوربي. النقاش حول الهجرة كان جد ساخن وعنيف ،المرشح الاشتراكي ركز على موقفه المبدئي حول استقبال نفس العدد من المهاجرين الذي تستقبله فرنسا كل سنة 180 الف وأكد على مبدأ تصويت الاجانب في الانتخابات البلدية كما هو جاري في عدد من البلدان مثل المغرب الذي يمنح هذا الحق لمواطني البلدان التي تعطي نفس الحق لمواطنيه ذكر فرنسوا هولند ، في حين رفض نيكولا ساركوزي هذاالمبدأ بعد ان كان يتبناه سابقا ،وذلك حسب رأيه بسبب الاسلام لان كل الاجانب هم مسلمون من المغرب العربي وبلدان جنوب الصحراء ووهم مهاجرون يدينونبالإسلام وسوف تستعمل في نظر ساركوزي انتماءها الديني والطائفي لضغط على المجالس البلدية,فالإسلامبالنسبة لساركوزي هو السبب ولم يتردد في تأكيد شعار اليمين المتطرف ان «عدد المهاجرين كبير بفرنسا «وهو ما جعل فرنسوا هولند يسال ساركوزي هل كل الاجانب مسلمون . ولماذا هذا الخلطبين الاسلام والهجرة.هذه المقابلة عكست ايضا قوة المرشح الاشتراكي وتمكنه من الملفات المطروحة على النقاش وتمكن من ارباك مرشح اليمين حيث فرض عليه المرشح الاشتراكي الحديث عن حصيلته منذ 5 سنوات والحديث عن الحصيلة لهذه المقابلة التي استمرت حوالي 3 ساعات تقريبا كان احيانا جد تقنية وغير مفهومة للمتتبعين. اهمية هذا النقاش انه بين الاختلافات بين المرشحين في جميع المجالات وتساءل فرنسوا هولند هل يريد الفرنسيون الاستمرار في نفس الوضع السابق او تغيير السياسة القائمة. اريد وحدة كل الفرنسيين وان تكون فرنسا فخورة بنفسها في العالم .أما ساركوزي ففي اخر المقابلة توجه الى ناخبي اليمين المتطرف الذين اصبحوا هاجسه الاول والاخير وهذه المقابلة رغم اهميتها الكبيرة فإنها لن تغير شيئا كبيرا في قرار الناخبين حيث تعطي الاستطلاعات منذ حوالي سنة فرنسوا هولند فائزا في هذه الانتخابات الرئاسية.