لم يبق على موعد الدور الثاني للانتخابات الرئاسية إلا 4 أيام ،لتزداد الحملة الانتخابية حدة وتوترا بل إن الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي لم يتردد في متابعة موقع «ميديا بار» الذي نشر مراسلة قديمة للمخابرات الليبية، تتهم الرئيس بالحصول على 50 مليون اورو لتمويل انتخاباته سنة 2007 .وخلال تجمعه بمدينة أفينيون جنوبفرنسا، ركز ساركوزي في تدخل على الاجانب والهجرة من جديد من أجل إغراء ناخبي اليمين المتطرف، وتوجه لهم بالقول «هل تريدون تسوية شاملة لوضعية الاجانب» ويقصد بذلك تسوية وضعية الاجانب بدون إقامة التي سيقوم بها ،في نظره ،فرنسوا هولند في حالة نجاحه. وفي نفس اللقاء لمح الى تصويت الاجانب الذي يدافع عليه مرشح اليسار وتأسف لعدم تنصيص الدستور الفرنسي على «الجذور المسيحية لفرنسا « . التركيز على هذه المواضيع هو من أجل تحميل الأجنبي ،المهاجر كل المشاكل التي تعيشها فرنسا ،في حين «أن المشاكل الحقيقية للفرنسيين هي البطالة ،تداعيات الأزمة الاقتصادية « يقول مانيال فالس مدير التواصل في حملة فرنسوا هولند لا يتم التطرق لها. منذ بداية الحملة للدور الثاني والمرشح نيكولا ساركوزي يجري وراء سراب ناخبي اليمين المتطرف، ولا يتردد في ترديد شعاراتهم حول الهجرة والاسلام والتهديد المحتمل لفرنسا وهويتها الى حد أننا نعتقد ان مارين لوبين هي من يقوم بالحملة بالدور الثاني وليس مرشح اليمين الكلاسيكي . المرشح الاشتراكي فرنسوا هولند والذي تعطيه الاستطلاعات فائزا في الدور الثاني على خصمه في كل الاستطلاعات، اعتبر ان تصاعد اليمين المتطرف هو مسؤولية نيكولا ساركوزي ، وأن هذه الحملة وصلت الى مستوى» يرثى له « لم تصل له في الحملات السابقة. وصرح فرنسوا هولند لإحدى اليوميات الفرنسية «تعرضت الى الهجومات والقدح من طرف فريق الرئيس وتم نعتي انني مرشح المساجد، وأن طارق رمضان دعا الى التصويت علي، وأنني أريد تسوية وضعية جميع المهاجرين بدون إقامة قانونية. «بل حتى رفيقة المرشح لم تسلم من السب بمناسبة هذه الحملة. النقابات هي الاخرى لم تسلم من هجوم الرئيس المرشح الذي نظم تجمعا ضخما يوم فاتح ماي للاحتفال» بالعمل الحقيقي» ،وهو تلميح الى ان عددا من القطاعات التي تصوت لليسار لا تعمل بجد، المرشح اختار تقسيم الفرنسيين إلى الذي يعمل والذي لا يعمل، بين الفرنسي الحقيقي وذي الأصل الأجنبي ،بين المسيحي والمسلم. عنف هذه الحملة يعكس كيف أصبح اليمين المتطرف حكما في هذه الانتخابات، بل بفعل ترديد هذا الخطاب المعادي للأجانب تم تحويل فرنسا الى بؤرة من اليمين المتطرف وكما قال مانيال فالس لبريس ارتوفوه أحد المقربين من نيكولا ساركوزي مساء يوم الاثنين في احدى القنوات الفرنسية إن «الحديث عن الطائفية بفرنسا المقصود به هو ديانة محددة هي الاسلام والمهاجرون ذوو الثقافة المسلمة». عنف هذه الحملة ضد الاجانب بفرنسا والتي يقودها مرشح اليمين، لن يكون بدون انعكاسات سلبية على فرنسا وتحويلها الى مرتع لليمين المتطرف كما اصبح الوضع بالعديد من البلدان الاوربية مثل هولندا، ايطاليا والدانمارك والنرويج والنمسا وهي بلدان شارك فيها اليمين المتطرف أو كان حاكما ، ومن المؤكد ان فرنسا التي كان بها هذا التيار على الهامش، سوف تعيش هذا الوضع الجديد الذي سيكون له تأثيره على القرار بفرنسا، وبباقي بلدان القارة العجوز.