تحتضن مدينة تطوان، في الفترة ما بين ثاني وسادس مايو المقبل، الدورة الثالثة لمهرجان الفدان الوطني للمسرح تحت شعار «يلاه بينا للمسرح». وتشهد هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية محترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي بتطوان، مشاركة ست فرق مسرحية تمثل مدن تطوان والعرائش والحسيمة والدار البيضاء وتمارة والرباط، كما ستتميز بتنظيم ندوة فكرية حول موضوع «المسرح في تطوان نافذة على الماضي إطلالة على المستقبل» بمشاركة نخبة من الفاعلين المسرحيين والأكاديميين والمسؤولين عن الشأن الثقافي بالمدينة. كما يتضمن برنامج هذا المهرجان، الذي يحتفي هذه السنة بالكاتب المسرحي رضوان احدادو والمخرج المسرحي مسعود بوحسين، ورشات تكوينية لفائدة الشباب، ومعرضا للكتب المسرحية، وآخر للصور الفوتوغرافية التي تؤرخ للإبداع المسرحي بكل تجلياته، إلى جانب مجموعة من الأنشطة المسرحية المتنوعة الأخرى. الدوامة دوائر، والدوائر في الدوامة أقواس متحركة، لذلك تضعنا هذه اللوحة بالضبط التي وضعتها الفنانة في مقدمة «كاتالوغ» المعرض، كما في اللوحة التي زينت غلاف «الكاتالوغ» أيضاً في صلب المتاهة. أليست العودة إلى المدن القديمة عودةً إلى المتاهة؟ أليست الأبواب التي تنفتح، لا تنفتح إلاّ على المُغلق أو المأزق الذي لا مخرج له؟ ثم ما الذي يُزَوْبَعُ هنا سوى الهوية؟! يمكن أن نسمي هذا المعرض أيضاً ب «أقواس وأشخاص»، لكن لعبة التشكيل في هذا المعرض تجعل حتى من الحد بين الطرفين، أي بين الأشخاص والأقواس، حداً مُزَوْبَعاً، أي أن هوية الشخوص تصبح متماهية مع ماهية الأقواس، إذ تتماهى أشكال كل منهما مع أشكال الآخر، هكذا مثلاً يتخذ شكل ثقب الباب، شكل الشخص أيضاً بدون إحالة على جنس الشخص أهو ذكر أم أنثى، مثلما يكون شكل الباب هو عين شكل الشخص. وفي بعض اللوحات تضع الفنانة ليلى الشرقاوي الشخص أو الشخوص في مركز القوس الباب، حيث يصبح الكائن بمثابة سهم في قوس مفتوح على كل احتمالات التأويل، لكن في لوحات أخرى تبدو الشخوص مثل أعمدة للبوابات وركائز جانبية لها، مثلما تستعمل أشكالها لتأنيث فضاءات النوافذ أيضاً. ثم إن الأقواس نفسها لا تستقيم عند الفنانة أفقية دائماً، بل إنها تنحو مناحي عمودية أيضاً. ولأن أشكال الأقواس عادة ما تتأطر داخل مربعات، فإن للأخيرة حضورها البارز أيضاً في أعمال هذا المعرض، وهي مربعات تتكرر كمتاهات تمنح الأعماق للأعمال، مثلما تكرر الأقواس لتمنح نفس الأعماق والأبعاد اللامتناهية. المعرض يتضمن أيضاً منحوتات للفنانة ليلى الشرقاوي، وهي منحوتات إما برونزية أو من الخشب و «إينوكس» أو مواد مختلفة، لكن في أغلبها تشتغل على جسد الكائن البشري عبر تجسيداته وأوضاعه المختلفة، الأمر الذي يكشف عن مهارات الفنانة في مجال النحت أيضاً.