يعيش العديد من المرضى بالكلي القاطنين بإقليم بنسليمان معاناة حقيقة و مضاعفة حيث تضطر أزيد من 60 حالة التي تقوم بتصفية الدم إلى التوجه و التنقل مرنين أو ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع إلى مدينة المحمدية و الدارالبيضاء قصد البحث عن أماكن و مراكز الدياليز إما بالمصحات الخصوصية أو بالمستشفيات العمومية التي تتكفل بعض الجمعيات أو بعض المحسنين بتغطية مصاريف العلاج للمحتاجين مما ينتج عن ذلك متاعب و محن مضاعفة للمرضى. فبالإضافة إلى المعاناة النفسية و الصحية للشخص الذي أصيب بهذا المرض المزمن فإن هناك مجموعة من المصاريف المكلفة التي تثقل كاهله و من بينها مصاريف التنقل من بنسليمان إلى المدينتين المذكورتين ذهابا و إيابا قد تصل تكلفتها في بعض الأحيان إلى ما يزيد عن 300 درهم لكل حصة و ذلك دون احتساب المصاريف الباهضة لعملية الدياليز للذين لم يجدوا بعد من يقوم بتغطية هذه التكاليف من المحسنين حيث يضطر بعضهم إلى التخلي مكرها عن متابعة العلاج و تسليم أمره لله خصوصا أن غالبية المرضى منهم ينتمون إلى فئات اجتماعية فقيرة ليس باستطاعتها توفير مصاريف العلاج. و قد كان يأمل هؤلاء المرضى في أن يتم فتح مركز تصفية الدم الذي تم إنشاؤه داخل المستشفى الإقليمي ببنسليمان للتخفيف من معاناتهم لكن لحد الآن لازالت أبوابه مغلقة علما أنه حسب مصادر صحية فإن بداية اشتغاله كان من المفروض أن تكون خلال شهر فبراير الماضي يعني أن الوقت المحدد لانطلاق الاستفادة من خدماته قد تم تجاوزه بما يزيد عن شهرين. و تعود أسباب هذا التأخر حسب نفس المصادر إلى بعض المشاكل كالتأخر في إنجاز أشغال البناية و البنية التحتية للمركز و كذا عدم توفير بعض التجهيزات الأساسية و المستلزمات الضرورية للقيام بتصفية الدم و من بينها عدم وجود المولد الكهربائي و بعض المعدات اللازمة كطقم أدوات التصفية(kits) و الأسرة مع العلم أن هناك أطرا صحية سبق لها أن تلقت تكوينا في هذا الشأن و لازالت تنتظر بداية العمل بمركز تصفية الدم. و للإشارة فإن هذا الأخير تم إنشاؤه في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة ما بين إحدى الجمعيات التي يوجد مقرها بمدينة خريبكة و وزارة الصحة و القسم المكلف بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم بنسليمان من خلال توفير المولد الكهربائي و صهريج الماء و تهيئة فضاء و محيط المركز في حين تكفلت الجمعية المذكورة بإنجاز البناية و ربطها بالماء و الكهرباء أما وزارة الصحة فإن مساهمتها في هذا المشروع الخيري و الاجتماعي هو توفير الموارد البشرية و الأطر الصحية المختصة و الضرورية و كذا توفير الأجهزة و المستلزمات الطبية اللازمة و الأساسية. فمتى سيفتتح المركز أبوابه في وجه المرضى الذين يقومون بتصفية الدم للتخفيف من معاناتهم؟