تعود أندية المغرب الفاسي والوداد البيضاوي والنادي المكناسي إلى أجواء التباري القاري، بخوض ذهاب ثمن نهاية عصبة الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي. وسيكون الرهان المشترك هو تحقيق نتيجة إيجابية تعبد الطريق إلى الدور المقبل، رغم صعوبة المهمة أمام فرق، تبقى من القطع الأساسية لكرة القدم الإفريقية. ويستقبل فريق المغرب الفاسي، بطل كأس الاتحاد الإفريقي في السنة الماضية، مساء اليوم بمركب فاس، الزمالك المصري، صاحب التاريخ الكبير على المستوى القاري، والذي يشرف عليه مدرب خبر جيدا تفاصيل كرة القدم الإفريقية. فالمدرب حسن شحاتة، الذي قاد منتخب الفراعنة إلى التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم في ثلاث مناسبات متتالية، أعلن أنه لن يترك المبادرة للفريق الفاسي، وأنه هيأ استراتيجية تاكتيكية مناسبة لإيقاف الطموح الأصفر، رغم غياب مجموعة من أبرز لاعبيه، يتقدمهم حارس المرمى الدولي عبد الواحد السيد والمهاجم البنيني رزاق أوموتو، الموقوف، بالإضافة إلى أحمد سمير وأحمد حسام (ميدو) بسبب الإصابة. وأعلن المدرب شحاتة في تصريحات صحافية أنه لن يتأثر بهذه الغيابات، وأنه سيعمد إلى النهج الهجومي لفرض إيقاع لعبه، وإحباط الهجمات الفاسية في مهدها. وفي المقابل أكد المدرب رشيد الطاوسي، أنه جاهز لهذه المباراة الحارقة، مستفيدا من الخبرة التي راكمها لاعبوه خلال الموسم الماضي، الذي أنهوه بالتغلب على بطل دوري أبطال إفريقيا، الترجي التونسي، في الكأس الممتازة. فرغم قوة الفريق المصري، وترسانته البشرية الكبيرة، فإن العناصر الفاسية، التي سيغيب عنها الثلاثي أنس الزنيتي وجيفرسون (الإصابة) وحلحول (البطاقة الحمراء)، قادرة على تحقيق نتيجة الفوز، وبالتالي تعزيز حظوظ التأهل إلى الدور المقبل، وبالتالي مواصلة المنافسة على هذا اللقب، الذي افتقدته كرة القدم الوطنية منذ سنة 1999 مع فريق الرجاء البيضاوي. وبالتأكيد فرن هذه المباراة ستعيد إلى الأذهاب المواجهات المثيرة بين كرة القدم المغربية ونظيرتها المصرية، سواء على مستوى الفرق أو المنتخبات، مما يعد بطبق شهي من الفرجة والأداء الكروي الشيق. وفي كأس الاتحاد الإفريقي، ينتظر مساء غد الأحد، فريق الوداد البيضاوي، وصيف بطل دوري أبطال إفريقيا في الموسم الماضي، قدوم فريق ريال باماكو المالي، الذي يعد إلى جانب ستاد مالي من أقطاب كرة القدم المحلية. ويحمل الفريق الأحمر على عاتقه مهمة تشريف كرة القدم المغربية في هذه المسابقة، التي سيطرت عليها بفضل فريقي الفتح والمغرب الفاسي في الموسمين الماضيين. فبعد خروجه من دائرة التنافس على لقب البطولة، سيركز الوداد جهوده على هذه المسابقة، التي تنقص خزائنه، وبالتالي سيكون البحث عن لقبها في مقدمة رهاناته. ويعي المدرب الإسباني بينيتو فلورو جسمامة المسؤولية التي تنتظر فريقه، لذلك سيبادر إلى الهجوم على مرمى الفريق المالي منذ انطلاق المباراة، وتحقيق انتصار عريض يمكنه من خوض لقاء الإياب بكل ارتياح. ويعول الفريق الأحمر على دعم جماهيره، رغم أن فصيل الوينرز أعلن في بيان للرأي العام عن مقاطعة باقي مباريات فريقه، وخاصة في الديربي، احتجاجا منه على سوء التنظيم، وكذا مطالبته بكشف حقيقة وفاة أحد أعضائه (حمزة البقالي) في أحداث الشغب التي عرفتها مباراته أمام الجيش الملكي. وإلى أبيدجان، يرحل النادي المكناسي، الممثل الثاني لكرة القدم الوطنية في كأس الكاف، لمواجهة أسيك ميموزا الإيفواري، الذي يبقى من المدارس الكبرى قاريا. ورغم صعوبة المهمة، فإن أبناء المدرب عبد الرحيم طاليب قادرون على مفاجأة الخصم، والعودة إلى العاصمة الإسماعيلية بالبشرى السارة، في انتظار حسم المهمة نهائيا في لقاء الإياب. أكيد أن الأسيك سيدخل المباراة رافعا شعار الفوز لتصفية حسابته مع كرة القدم، وخاصة بعد إقصائه في الموسم الماضي أمام الرجاء من الأدوار الأولى لعصبة الأبطال، لكن الفريق المكناسي قادر على الوقوف ندا قويا للفريق الإيفواري، رغم افتقار الكثير من لاعبيه للخربة القارية.