أجمعت فعاليات سينمائية بارزة، أنه لا يمكن أن يكون إبداع سينمائي متقدم وجيد دون توفر حرية التعبير، كما استنكرت الهجمات المتصاعدة التي أصبحت تعرفها الساحة الثقافية والفنية بين الفينة والأخرى على بعض أشكال الإبداع الفني والثقافي، كما عبرت هذه الفعاليات التي تضم وجوها بارزة في الحقل السينمائي المغربي عن تخوفاتها على حرية التعبير في المجال السينمائي والفني. محمد عبد الرحمن التازي المخرج والمنتج السينمائي، والرئيس للغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام التي تأسست في بداية شهر مارس الماضي، أكد على أن «هناك تخوفات نابعة مما نشاهد ونلاحظه في المجال السينمائي والفني، خاصة أنه هناك حديث عن الفيلم النظيف وغير النظيف»، بل أكد على أن هناك هجمات تخص المجال الثقافي ، خلال اللقاء الذي نظمته الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام مساء أمس بالمكتبة الوطنية من أجل التعريف بهذه الغرفة الجديدة والأهداف التي أسست من أجلها. وبخصوص موقف الغرفة من دفاتر التحملات لقنوات القطب الإعلام العمومي، قال التازي «لاشك أن هناك أشياء إيجابية تخص الانتاجات الوطنية، لكن هناك تخوفات على حرية التعبير بالصوت والصورة والملابس، لذلك طلبنا لقاء مع وزير الاتصال لتكون لنا توضيحات أكثر»، واستدرك قائلا «لا يمكن أن نتخذ موقفا لكي ندخل في محاكمة النوايا». وفي رد عن سؤال لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي حضرت هذا اللقاء، عن ماهية هذه التخوفات وسياقاتها، ساق التازي مثالين عن هذه التخوفات والهجمات، أولها ما تعرض له مهرجان الرقص الشرقي من هجومات وانتقادات، والمثال الثاني لخصه التازي في الهجوم على مهرجان القفطان المغربي لكي يتم منعه هو الآخر بدعوى أن «أشكال الموديلات فيها أشياء لا تليق بالمغاربة.» ووصف المنتج والمخرج إدريس اشويكة ، الكاتب العام بالغرفة، تصريحات لبعض السياسيين الذين لم يحددهم أو يذكرهم بالاسم ، «بتصريحات في قمة البلادة»، مستغربا في السياق ذاته كيف لسياسي أن يقول أمام الملأ والرأي العام الوطني أنه يفضل أن يعمل على تجهيز مدينة بشبكة الوادي الحار على أن يخصص أموالا طائلة لإنتاج فيلم سينمائي، ودعا في نفس الصدد الى أنه من اللازم إعادة الاعتبار للسينما كمنتوج ثقافي وكمساحة للتعبير، وخاطب المسؤولين في الدولة المغربية على السينما كمشروع ثقافي فيها حرية الرأي والتعبير مثلها كمثل مشروع «تي جي في «ومشاريع الطرق السيارة. وأجمع الأعضاء الحاضرون المنتمون للغرفة، كالكاتب والمخرج يوسف فاضل، لحسن زينون، نرجس النجار، على أن الغرفة تأسست من أجل أن تقيم حوارا سينمائيا حقيقيا ما بين المهتمين بالفن السابع والمسؤولين، كما أنها فضاء للتضامن ما بين المنتجين، ولنشر الثقافة السينمائية، وللعمل على إيجاد الحلول للمشاكل الأساسية التي يتخبط فيها الحقل السينمائي والفاعلون فيه كمشكل القرصنة، والقاعات السينمائية وفضاءات العرض، والعمل على تشجيع الفيلم المغربي وترويجه وتوزيعه ، وحماية حقوق المؤلف، ومد جسور التعاون والتواصل مع المؤسسات المعنية بالفن السابع كالمركز السينمائي المغربي، ووزارة الاتصال والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية ... من أجل العمل على استنهاض الإنتاج السينمائي المغربي وإعادة الاعتبار للفيلم المغربي.