اعتبر ياسين سعد الله، رئيس قطاع الرياضة بمجلس مدينة الدارالبيضاء، أن ما وقع يوم السبت قبل الماضي، في مباراة الوداد والجيش الملكي، غريب عن الجماهير الودادية، ومن فعل عناصر استغلت تواجد القاصرين، وذابت في وسط الجمهور، كي تقوم بهذه الأعمال التخريبية. وقد حاولت هذه العناصر التحرش بجماهير الجيش الملكي عند قدومها إلى الملعب، لكنها فشلت بفعل الحراسة الأمنية، الأمر الذي جعلها تؤجل مخططها إلى المدرجات. وأضاف ياسين سعد الله، أن رجال الأمن حينما أدخلوا بعض الجماهير دون تذاكر، فإن ذلك كان بغاية نبيلة، لتفادي قيامهم بأية أعمال طائشة خارج الملعب. واعتبر نائب الكاتب العام بفريق الوداد البيضاوي، أن المنحرفين واللصوص يجدون في مدرجات مركب محمد الخامس مكانا آمنا للقيام بممارساتهم المرفوضة. وألمح إلى أن هذا الوضع لا يقتصر فقط على مباريات الوداد البيضاوي، وإنما شمل أيضا مباريات الرجاء، التي شهدت اشتباكات في صفوف الجماهير الخضراء، وهي عمليات منظمة ومخطط لها، لأنها لم تكن تحدث سابقا بمركب محمد الخامس بهذه الحدة، فقد كان الأمر يقف عند حد اقتلاع الكراسي والسب والشتم، غير أنه لم يسبق أن حصل اشتباك مع رجال الأمن، وهذا «بنظري مدبر، حيث رفعت لافتة 20 فبراير بالمدرجات». وأشار مصدرنا إلى أن هذه الأحداث أعقبت مباشرة توقف مظاهرات حركة 20 فبراير بالدارالبيضاء، حيث «يسعى مثيرو الشغب إلى تخويف الساكنة، بالنظر إلى ارتفاع أعمال الاعتداء والسرقة بمحيط الملعب وبالشوارع المؤدية إليه، وربما هذا من أجل تمرير خطاب الانفلات الأمني». وطالب ياسين سعد الله السلطات الأمنية بضرورة اتخاذ الاحتياطات الأمنية والإجراءات الاحترازية للحد من خطورة هؤلاء المشاغبين، وعلى الأندية أن تمنع القاصرين من دخول الملاعب، واعتماد التذكرة الإلكترونية، التي لا تسمح لأكثر من شخص واحد بالدخول، وكذا تفعيل القانون وبصرامة للضرب بيد من حديد على كل شخص تورط في أعمال عنف. كما طالب أيضا بتقنين «الأولترات»، وإصدارا قانون ينظمها تشارك فيه السلطات الأمنية والفرق وشركات الأمن الخاصة، وكذا تشديد المراقبة الأمنية بالمرافق الصحية بالمركب، والتي تعد مكانا مناسبا للصوص والمجرمين لاقتراف أفعالهم في حق الجماهيرالبريئة. وقدر ياسين سعد الله خسائر الأعمال التخريبية، التي يعيشها مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء سنويا بحوالي 200 مليون سنتيم، بالنظر إلى التلف الذي يلحق الكراسي والمرافق الصحية والأبواب وقنوات الصرف الصحية، التي يتم خنقها عمدا، وكذا تكسير السياج الحديدي، وغيرها من المرافق التي تطالها يد الشغب. ونفى نائب الكاتب العام بالوداد أي مسؤولية للفرق في مثل هذه الأحداث، لأن العديد من الجماهير تدخل مجانا، وبالتالي ليست مسؤولة عنها، معتبرا أن الوداد حينما طالب ببرمجة باقي مبارياته هذا الموسم دون جمهور، فإن ذلك كان من باب التضامن، باعتباره فريقا مواطنا، وبالتالي فهو لم يسع إلى عقاب جماهيره، وإنما فقط لإثبات حسن نيته، وغيرته على بلده.