رغم الاحتفالية التي طبعت الحضور الجماهيري، الذي حج إلى مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء يوم الأحد لمتابعة الديربي رقم 106 بين قطبي كرة القدم الوطنية، الرجاء والوداد البيضاويين، برسم الدورة 26 من بطولة القسم الوطني الأول، ورغم التأطير الذي حصل في صفوف الجماهير بالمدرجات، ورغم الصورة الحضارية الذي قدم بها مناصرو الفريقين أنفسهم للعالم، فإن أعمال شغب وقعت عقب نهاية المباراة، حيث سجلت عدة مواجهات في صفوف محبي الفريقين خارج أسوار مركب محمد الخامس، أسفرت عن نقل حوالي 30 شخصا إلى مستشفيات مدينة الدارالبيضاء، تبين أن حالة ثمانية منهم خفيفة، فيما احتفظ ب 22 منهم لتلقي العلاجات. وكانت الإصابات موزعة بين الكسور والرضوض والجروح، بفعل التراشق بالحجارة وكذا الاشتباكات، على الرغم من أن عددا كبيرا من رجال الأمن رافقوا الجماهير إلى خارج منطقة المعاريف، وإلى وسط المدينة بالتحديد. وسجلت بالملعب بعض الإغماءات، حسب شهود عيان، خاصة بعد تسجيل الوداد للهدف، كما سقط اثنان آخران بفعل الازدحام، فيما رمى شخص ثالث من مشجعي الرجاء بنفسه من فوق السور، ليسقط على المدرجات مضرجا في دمائه، تبين فيما بعد أنه تعرض لإصابة في كتفه، فضلا عن جروح على مستوى الوجه. وبالإضافة إلى هذه الإصابات، لم تسلم السيارات والحافلات وواجهات المحلات، حيث تناثر زجاجها بالشوارع. وحسب «نقل المدينة»، فإن أزيد من 60 حافلة تعرضت للتخريب، مما تسبب في خسائر مادية مهمة. وأضاف مصدر مسؤول أنه لم يتحدد حجم هذه الخسائر بشكل دقيق، حيث مازالت عملية التقويم جارية إلى حدود زوال أمس، وعلى ضوئها سيتم رفع تقرير إلى مجلس المدينة من أجل طلب تعويض، ينضاف إلى الطلبات السابقة. وأفادت مصادر أمنية أن اعتقالات واسعة سجلت في صفوف مناصري الفريقين، قدرت بحوالي 60 شخصا، أغلبهم من القاصرين، تم ضبط العديد منهم في حالات تلبس. وقد بوشرت معهم التحقيقات طيلة صباح أمس الاثنين، ومن المنتظر تقديمهم للعدالة. وأضافت مصادرنا أنه لن يتم التساهل مع الأشخاص الذين ثبت تورطهم في أعمال الشغب.